Tweet
العرب وجرائم الإبادة في غزة
التجديد العربي
السيد زهره
العرب والعالم كله يعرفون تماما ما يجري في غزة اليوم.
ما يجري هو حرب ابادة بأتم معنى الكلمة ينفذها العدو الاسرائيلي. حرب ابادة لأكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني.
محطة الكهرباء الوحيدة توقفت عن العمل.
امدادات الغذاء توشك على النفاد. والامم المتحدة اعلنت انها اوقفت المساعدات الغذائية التي تقدمها لـ 750 ألف فلسطيني في غزة.
مستشفيات غزة على وشك ان تتوقف كلها عن العمل، مما يعني حكما بالقتل على المرضى الفلسطينيين.
هذه مجرد نماذج من اخبار وتطورات حرب الابادة التي يشنها العدو على غزة، والتي يتابعها العرب والعالم كل يوم.
من المسئول عن حرب الابادة هذه؟ بعبارة ادق، من المسئول عن استمرار العدو في شن هذه الحرب؟
منذ فترة، قالت كارين ابوزيد، مفوضة الامم المتحدة لشئون اللاجئين ان المجتمع الدولي كله مسئول عن الكارثة الانسانية في غزة. قالت ان المجتمع الدولي مسئول لأنه صمت عن سياسة العقاب الجماعي التي تنفذها اسرائيل في غزة ورضخ لها، على الرغم من انه بحسب اتفاقيات جنيف، يعتبر ما تقوم به اسرائيل بحق الفلسطينيين في غزة جرائم حرب وابادة.
وبالامس، قالت نافي بيلاري مفوضة حقوق الانسان في الامم المتحدة، ان "الحصار تسبب في حرمان مليون ونصف مليون شخص من رجال ونساء واطفال طوال اشهر من حقوقهم البشرية الاساسية". وقالت ان "ما تفعله اسرائيل يناقض مباشرة القوانين الدولية حول حقوق الانسان والقوانين الانسانية". ودعت الى "ضرورة اتخاذ اجراءات لضمان كرامة وسلامة السكان المدنيين الذين يتجاوز عدد الاطفال نصفهم".
إذن، بحسب مسئولي الامم المتحدة انفسهم، فان حصار غزة هي جرائم حرب وابادة وفقا لاتفاقيات جنيف والقوانين الانسانية الدولية. هذا من جانب. ومن جانب آخر، فان المجتمع الدولي كله مسئول عن تمكين اسرائيل من المضي قدما في ارتكاب هذه الجرائم.
واذا كان المجتمع الدولي كله مدان بتواطؤه مع العدو ومقصر في حق الشعب الفلسطيني، فان الدول العربية ترتكب جريمة بكل معنى الكلمة بحق الفلسطينيين في غزة وبحقنا جميعا.
ليس هذا حصارا يفرضه العدو على غزة وحدها. هو حصار لكل العرب وحصار للكرامة العربية.
ومن العار ازاء هذا ان تصمت الدول العربية بهذا الشكل المخجل، ولا تحرك ساكنا لوقف الجرائم التي يرتكبها العدو.
بناء على التوصيف القانوني والسياسي الذي قدمته الامم المتحدة نفسها لحصار غزة باعتباره جريمة حرب، من المفروض ان تلجأ الدول العربية فورا الى مجلس الامن الدولي وتطالب بتطبيق القانون الدولي على المسئولين الاسرائيليين كمجرمي حرب، واجبار العدو على رفع الحصار فورا.
هذه خطوة ضرورية حفظا للكرامة العربية.
وغير هذا، ليس هناك أي سبب يمكن ان يبرر احجام كل الدول العربية عن كسر الحصار على الفور من جانبها، وانقاذ اهل غزة من الكارثة المروعة التي يعيشونها.
عار على الدول العربية وعلينا جميعا ان تكون حكوماتنا شريكا فعليا للعدو الارهابي الصهيوني في الجرائم التي يرتكبها بحق اهلنا في غزة.
Comment