ضد الديموقراطية
فاخر السلطان - الوطن الكويتية
الدعوة التي وجهها عشرون من الباحثين والدبلوماسيين السابقين والخبراء الأمريكيين المتخصصين في الشؤون الايرانية الى الرئيس الأمريكي المنتخب باراك اوباما لفتح حوار بدون شروط مع طهران، تهدف الى حل مشاكل أمريكا في المنطقة، لا سيما في أفغانستان، لأن سياسات »العزل والتهديدات والعقوبات«، وفق رأيهم، لم تفض الى شيء. يبدو أن الاقدام على مثل هذا الخطوة يفتح المجال أمام اوباما لوضع قدميه على أول سلم التغيير في السياسة الخارجية الأمريكية، لكنها خطوة قد تواجه مخاطر انزلاق كثيرة، أبرزها ذلك الذي من شأنه أن يأتي من طهران ثم من تل أبيب. فالأولى قد تُفشلها انطلاقا من التأثيرات المتوقعة لتلك الدعوة على مصالحها المرتبطة بايديولوجيا الثورة الاسلامية وما يتعلق بذلك من قيادة العالم الاسلامي. فيما الثانية قد ترى ضررا كبيرا للدعوة على المصالح الاستراتيجية للدولة العبرية ان لم يسبقها غربلة ملفات رئيسية، يأتي على رأسها الملف النووي والدور الايراني في العراق ولبنان والأراضي الفلسطينية.
لذلك، لا يمكن التنبؤ بنجاح هذه الدعوة دون وجود أرضية سياسية اقليمية توفر لها فرص ذلك النجاح. كذلك لا يمكن التنبؤ بنجاحها دون تغيير السياسة الأمريكية المستندة الى »الرؤية الأمريكية لما بعد اعتداءات سبتمبر 2001 الارهابية«، وهي رؤية تقوم في بعض أسسها على نشر الديموقراطية في العالم العربي والاسلامي كخطوة رئيسية لمواجهة التيار الديني الارهابي.
اذن، وقف تمويل برامج نشر الديموقراطية في ايران، كما يقترح الباحثون والدبلوماسيون، سيساهم في »تشويه المصداقية« الأمريكية المساندة للتغيير الديموقراطي في المنطقة، وهو ما يدفع الى تقوية الأنظمة المناوئة للديموقراطية وتقليل دعم الأنشطة المحلية الساعية الى الدفع بالديموقراطية، كذلك وقف الدعم الهادف الى اشعار الارهابيين بأنهم أفشلوا المشروع الأمريكي للتغيير الديموقراطي بالمنطقة. فالأنظمة غير الديموقراطية ستعيش بحبوحة عدم وجود ضغوط سياسية أمريكية، لأنها ستتعامل مع قوة عظمى تفضل توسيع رقعة المصلحة على رقعة المبدأ الديموقراطي، بينما كانت ادارة بوش تتبنى سياسة يتفوق فيها مبدأ نشر الديموقراطية على المصلحة السياسية المحضة.
والحركات الدينية الارهابية ازاء هذا المقترح، ستجد الطريق مفروشا بتنازلات أمريكية قد تصب - حسب وجهة نظرها - لمصلحة الدفع بمشروعها التاريخي مهما كانت التحديات.
ويبدو أن شعار أوباما »نعم نستطيع أن نحقق التغيير« لا يهدف فحسب الى تحقيق تغيير في الداخل الأمريكي، بل، حسب نظرية وودرو ويلسون، تستطيع أمريكا أن تحقق التغيير في كل المجتمع الدولي. لكنه، ان اتجه وفق ما يريده الباحثون والدبلوماسيون، يبدو تغييرا يسير في الضد مما يريده التحرريون وأنصار الديموقراطية من أبناء منطقتنا، خاصة أنه يطرح في ظل حاجة الحكومات الغربية الى المال العربي الخليجي لحلحلة الأزمة المالية.
لنحذر مما يخطط له أوباما، أو يخططون له
فاخر السلطان - الوطن الكويتية
الدعوة التي وجهها عشرون من الباحثين والدبلوماسيين السابقين والخبراء الأمريكيين المتخصصين في الشؤون الايرانية الى الرئيس الأمريكي المنتخب باراك اوباما لفتح حوار بدون شروط مع طهران، تهدف الى حل مشاكل أمريكا في المنطقة، لا سيما في أفغانستان، لأن سياسات »العزل والتهديدات والعقوبات«، وفق رأيهم، لم تفض الى شيء. يبدو أن الاقدام على مثل هذا الخطوة يفتح المجال أمام اوباما لوضع قدميه على أول سلم التغيير في السياسة الخارجية الأمريكية، لكنها خطوة قد تواجه مخاطر انزلاق كثيرة، أبرزها ذلك الذي من شأنه أن يأتي من طهران ثم من تل أبيب. فالأولى قد تُفشلها انطلاقا من التأثيرات المتوقعة لتلك الدعوة على مصالحها المرتبطة بايديولوجيا الثورة الاسلامية وما يتعلق بذلك من قيادة العالم الاسلامي. فيما الثانية قد ترى ضررا كبيرا للدعوة على المصالح الاستراتيجية للدولة العبرية ان لم يسبقها غربلة ملفات رئيسية، يأتي على رأسها الملف النووي والدور الايراني في العراق ولبنان والأراضي الفلسطينية.
لذلك، لا يمكن التنبؤ بنجاح هذه الدعوة دون وجود أرضية سياسية اقليمية توفر لها فرص ذلك النجاح. كذلك لا يمكن التنبؤ بنجاحها دون تغيير السياسة الأمريكية المستندة الى »الرؤية الأمريكية لما بعد اعتداءات سبتمبر 2001 الارهابية«، وهي رؤية تقوم في بعض أسسها على نشر الديموقراطية في العالم العربي والاسلامي كخطوة رئيسية لمواجهة التيار الديني الارهابي.
اذن، وقف تمويل برامج نشر الديموقراطية في ايران، كما يقترح الباحثون والدبلوماسيون، سيساهم في »تشويه المصداقية« الأمريكية المساندة للتغيير الديموقراطي في المنطقة، وهو ما يدفع الى تقوية الأنظمة المناوئة للديموقراطية وتقليل دعم الأنشطة المحلية الساعية الى الدفع بالديموقراطية، كذلك وقف الدعم الهادف الى اشعار الارهابيين بأنهم أفشلوا المشروع الأمريكي للتغيير الديموقراطي بالمنطقة. فالأنظمة غير الديموقراطية ستعيش بحبوحة عدم وجود ضغوط سياسية أمريكية، لأنها ستتعامل مع قوة عظمى تفضل توسيع رقعة المصلحة على رقعة المبدأ الديموقراطي، بينما كانت ادارة بوش تتبنى سياسة يتفوق فيها مبدأ نشر الديموقراطية على المصلحة السياسية المحضة.
والحركات الدينية الارهابية ازاء هذا المقترح، ستجد الطريق مفروشا بتنازلات أمريكية قد تصب - حسب وجهة نظرها - لمصلحة الدفع بمشروعها التاريخي مهما كانت التحديات.
ويبدو أن شعار أوباما »نعم نستطيع أن نحقق التغيير« لا يهدف فحسب الى تحقيق تغيير في الداخل الأمريكي، بل، حسب نظرية وودرو ويلسون، تستطيع أمريكا أن تحقق التغيير في كل المجتمع الدولي. لكنه، ان اتجه وفق ما يريده الباحثون والدبلوماسيون، يبدو تغييرا يسير في الضد مما يريده التحرريون وأنصار الديموقراطية من أبناء منطقتنا، خاصة أنه يطرح في ظل حاجة الحكومات الغربية الى المال العربي الخليجي لحلحلة الأزمة المالية.
لنحذر مما يخطط له أوباما، أو يخططون له