يوم نطق الصامتون
التجديد العربي
السيد زهره
"ثورة اوباما".. هذا التعبير اصبح يتكرر كثيرا بعد فوز باراك اوباما الكاسح في انتخابات الرئاسة الامريكية.
المقصود بالثورة هنا، هو فوز اوباما بحد ذاته، وبغض النظر عما يمكن ان يقدم عليه بعد ذلك من سياسات داخلية وخارجية حين يتسلم مقاليد السلطة.
الاسباب التي قادت لفوز اوباما باتت معروفة، وقتلت بحثا وتحليلا، وهي تتعلق اجمالا كما نعلم، بالكوارث التي تسببت بها ادارة بوش لامريكا وللعالم، والرغبة العامة في امريكا بوضع حد لهذه الحقبة وبدء حقبة جديدة.
لكن السؤال المهم الذي لم يحظ بالاهتمام الكافي هو:
كيف تحققت ثورة اوباما هذه بالضبط؟.. من هي تحديدا القوى التي اتت به الى البيت الابيض؟.
الجواب هنا هو ان الصامتين في المجتمع الامريكي، يوم قرروا ان ينطقوا وان يشاركوا في الانتخابات، هم الذين صنعوا هذه الثورة.
هذه قضية تستحق وقفة.
وبالمقارنة بما جرى في امريكا، يستحق وضعنا العربي، من هذه الزاوية، ان نلقي عليه نظرة.
***
من صوت لأوباما؟
بداية، لنتأمل الارقام التالية، التي تعبر عن اتجاهات التصويت في الانتخابات الامريكية، وبصفة خاصة عن القوى التي صوتت لأوباما ووقفت وراء فوزه.
* الشباب، الذين تقل اعمارهم عن 30 عاما، اعطى 66% منهم اصواتهم لاوباما، مقابل 31% لجون ماكين.
وهذه اعلى نسبة تصويت للشباب، واعلى نسبة يحصل عليها مرشح من اصواتهم في أي انتخابات امريكية سابقة. هذا مع العلم ان هؤلاء الشباب يمثلون 18% من الناخبين الذين ادلوا باصواتهم.
* الذين ادلوا باصواتهم لأول مرة في الانتخابات، اعطى 68% منهم اصواتهم لاوباما، و31% لماكين. ويمثل هؤلاء 10% من اجمالي الناخبين.
* الناخبون من ذوى الاصول الافريقية الذين شاركوا يكثافة غير مسبوقة في أي انتخابات امريكية، حصل اوباما على 95% من اصواتهم، مقابل 4% لماكين.
* الناخبون من "الهسبانيك" الذين شاركوا بكثافة ايضا، اعطى 66% منهم اصواتهم لاوباما مقابل 31% لماكين.
* النساء، منح 56% منهن اصواتهن لأوباما. مع العلم ان الناخبات مثلن 53% من الناخبين، ولهذا تم اعتبار ان دورهن كان حاسما.
* الناخبون من البيض، صوت 55% منهم لماكين، و 43% لأوباما.
حين نتأمل هذه الأرقام، سنكتشف فورا ما قلته في البداية من ان القوى التي خرجت عن صمتها وشاركت في الانتخابات بكثافة هي صانعة " ثورة اوباما"
والكتلة الاساسية من هؤلاء تتكون من جيل الشباب، ومن ابناء الاقليات في امريكا من اصول افريقية، وايضا من هسبانيك، ومن عرب ومسلمين.
المحللون الامريكيون الذين كتبوا عن هؤلاء، اطلقوا على هذه الكتلة تعبيرات كثيرة، من قبيل "اغلبية المستقبل"، و"اغلبية الامل"، و"اغلبية الالفية الجديدة".
احد الباحثين قال: "جيل الالفية الجديدة من الشباب وضع بصمته على الحياة السياسية في امريكا، وعلى صياغة المستقبل".
جون ديمتر، استاذ التاريخ الامريكي، قال: "ان تحالف الشباب مع الاقليات استطاع ان يتحدى بنجاح الاجماع المحافظ الذي تحكم في الحياة السياسية الامريكية لاكثر من ربع قرن"
وفي اﻠ"واشنطون بوست"، كتب ايه جيه ديون عما اسماه "اغلبية المستقبل" وقال: "منذ فترة نيكسون، زعم المحافظون انهم يتحدثون باسم الاغلبية الصامتة. وجاء اوباما ليمثل اغلبية المستقبل ويعبر عنها. انها الاغلبية الحيوية لبلد يتعايش مع تنوعه، وتعبر عن النظرة المستقبلية المتفائلة لجيل الشباب".
***
المشاركة والحماس
هؤلاء الصامتين الذين صوتوا لأوباما واتوا به الى البيت الابيض، ما كان لهم ان يتمكنوا من تحقيق هذا الانجاز التاريخي، لولا عاملين كبيرن:
العامل الاول: انه اصروا على المشاركة في الانتخابات بكثافة.
تأمل مثلا، تلك المشاهد التي شهدتها الانتخابات.. مشاهد الطوابير الطويلة جدا من الناخبين الذين ظلوا واقفين لساعات كي يدلوا باصواتهم.
او تأمل مثلا ما فعلته السيدة الامريكية سوزان سكوت كير هي وزوجها. هما مقيمان في الهند، وحين ادركا انهما لن يتمكنا من التصويت لصالح اوباما بالمراسلة، قطعا 15 الف كيلوميتر وانفقا خمسة آلاف دولار كي يعودا الى مدينتهما ويدليا بصوتهما. فعلا هذا على الرغم من ان استطلاعات الراي في المدينة كانت تشير الى تقدم اوباما على ماكين ﺒ 30 نقطة. وحين سئلت السيدة الامريكية لماذا فعلا هذا، قالت: "اللا مبالاة لا تصلح في ديمقراطية".
بطبيعة الحال، من المفهوم انه ما كان للناخبين ان يشاركوا بهذه الكثافة وبهذا الحماس، لولا ادراك كل ناخب بأن صوته له قيمة كبرى، وبأنه يمكن ان يحدث تغييرا كبيرا. وما كان لهذا ان يحدث لولا ادراك اهؤلاء الناخبين بأن حدثا تاريخيا يحدث، وبأنه من المهم ان يكون لهم دور فاعل في صناعته.
العامل الثاني: هو ما اسماه علماء السياسة "فجوة الحماس" بين الناخبين الذين الذين صوتوا لأوباما، والذين صوتوا لماكين.
المقصود هنا انه ليس مهما فقط ان يقرر الناخب المشاركة والادلاء بصوته، ولكن لا يقل اهمية عن ذلك درجة حماسه ومدى كثافة مشاعره في تاييده لمرشحه.
العلماء الذين درسوا هذا الجانب في الانتخابات الامريكية يقولون ان 6 من بين كل 10 ناخبين صوتوا لأوباما، كانوا متحمسين جدا وعواطفهم جياشة ازاء توقعهم لفوزه. في مقابل هذا، فان 3 فقط من بين كل 10 صوتوا لماكين كانوا متحمسين.
هذا الجانب المتعلق بحماس الناخبين له تاثير عملي في الانتخابات، اذ ان الناخبين ترجموا هذا الحماس ليس فقط بالادلاء باصواتهم، وانما ايضا باجراء اتصالات شخصية مكثفة لدعوة الناخبين الى التصويت لوباما. وبحسب هذه الدراسات، فان 80% من الذين اتصل بهم مؤيدوا اوباما شخصيا، صوتوا بالفعل له.
***
كيف فعل اوباما هذا؟
يرتبط بما سبق، سؤال مهم: كيف استطاع اوباما ان يفعل هذا؟. كيف استطاع ان يقنع هؤلاء الناخبين بالخروج عن صمتهم والمشاركة في الانتخابات بهذه الكثافة؟.
حين تقرا التحليلات التي كتبها محللون امريكيون بهذا الخصوص، ستجد مقالات تحمل عناوين مثل "الاسباب العشرة وراء فوز اوباما" او "خمسة اسباب كبرى وراء ثورة اوباما" وهكذا، عشرات من مثل هذه التحليلات.
ذلك ان هناك زوايا كثيرة يمكن النظر منها الى هذا الفوز وكيف حققه اوباما، بحسب كل محلل.
لكن، ومع التفاوت في التقديرات، فانه يمكن القول ان هناك عوامل اساسية لا خلاف عليها، هي التي تفسر نجاح اوباما في اخراج هذه الكتلة الانتخابية عن صمتها، اهمها ما يلي باختصار شديد:
اولا: شخصية اوباما نفسه القيادية الكارزمية الملهمة. فقد اثبت اوباما في حملته الانتخابية الطويلة انه قائد بحق يتمتع بقدرات شخصية كبيرة في الاقناع وواثقة من نفسها، بالمقارنة مع منافسه ماكين بالطبع.
ثانيا: ان اوباما كانت لديه الحساسية ليدرك المزاج الشعبي العام في امريكا في هذه اللحظة التاريخية.
ادرك ان الشعب في هذه اللحظة ضاق ذرعا ببوش وبزمرته، ويتوق حقا الى التغيير الشامل في الداخل والخارج
ثالثا: ان اوباما كان خطابه طوال حملته الانتخابية وطنيا توحيديا، يتجاوز الخلافات الاثنية بين مختلف قوى المجتمع الامريكي.
بهذا الخطاب، استطاع اوباما ان يجتذب انصارا ومتحمسين له من مختلف الانتماءات. وكتلة الشباب مثلا التي لعبت الدور الاساسي في فوزه تنتمي الى كل اطياف المجتمع الامريكي في كل مجال.
رابعا: هناك بالطبع، الجانب الحرفي المتعلق بالحملة الانتخابية التي قادها اوباما.
كل المحللين يجمعون هنا على ان حملة اوباما كانت واحدة من انجح الحملات الانتخابية، تخطيطا وحرفية وتنفيذا، في تاريخ الانتخابات الامريكية.
الحديث يطول هنا عن الجوانب الحرفية الناجحة للحملة، وهي تهم المختصين في هذا المجال، لكن اغلب المحللين توقفوا بصفة خاصة عند قدرة حملة اوباما على الجمع بشكل ناجح وفريد بين الاساليب التكنولوجية الحديثة، والاساليب التقليدية في ادارة الحملات الانتخابية.
خامسا: ولا يمكن في تقديرى اهمال الدور المهم جدا الذي لعبته النخبة المثقفة في امريكا في دعمها لاوباما.
خذ مثلا، الموقف الذي اتخذته كبريات الصحف والمجلات الامريكية المؤثرة مسبقا باعلان دعمها لاوباما وشرحها لاساب ذلك. ليس هذا فحسب، بل هذه النخبة المثقفة هي التي بادرت بالدفاع عن اوباما في مواجهة الحملة التي شنها ماكين والتي اتخذت طابعا عنصريا فجا.
سادسا: وبالطبع، قبل كل هذا وبعده، وكما اشرت، ما كان لهذه الكتلة الانتخابية التي شاركت وصوتت لاوباما ان تقعل هذا لولا ايمانهاغ بمصداقية العملية الديمقراطية وبمصداقية العملية الانتخابية.
لو كان الناخبون يخالجهم ادنى شك مثلا بأن هذه الانتخابات، يمكن ان يتم تزويرها او التلاعب في نتائجها باي شكل، لما كانت قد اقبلت على المشاركة بهذه الكثافة.
***
الاغلبية العربية الصامتة
حين يتأمل المرء هذا الذي حدث في امريكا، وكيف استطاع هؤلاء الصامتون بمشاركتهم ان يغيروا مسار التاريخ الامريكي ويصنعوا ثورة اوباما، لا بد ان يثار في ذهنه فورا السؤال: وماذا عنا نحن في الوطن العربي؟.. ماذا عن الاغلبية الصامتة في اوطاننا العربية؟.
نحن نتحدث كثيرا عن الاغلبية الصامتة في دولنا العربية.
نتحدث مثلا عن اغلبية صامتة تريد الديمقراطية الحقة، وتريد الاصلاح الحق، وتريد ان تشارك فعلا في صنع مستقبل اوطانها.
ونتحدث مثلا عن اغلبية عربية صامتة تريد سياسات عربية وطنية قادرة على الدفاع عن الامة وكرامتها وتحفظ حقوقها، وترفض الخنوع او الذل.
ونتحدث مثلا عن اغلبية عربية صامتة ترفض الطائفية، وتقف مع الوحدة الوطنية بكل شكل وعلى أي مستوى.
وكل هذا صحيح من دون ادنى شك.
نعم.. توجد هذه الاغلبية العربية الصامتة.
فأين هي اذن؟.. لماذا لا تجرؤ على الكلام؟. لماذا لا ترفع صوتها؟
هذه قضية اثيرت كثيرا، وقيل فيها الكثير.
واخذا في الاعتبار ان الوضع يختلف هنا الى حد ما من بلد عربي الى آخر، لكن ثمة عوامل اساسية كبرى، يمكن الاشارة اليها تفسيرا لصمت هذه الاغلبية العربية الصامتة.
بداية، هناك العامل الذي نعرفه جميعا والمتعلق بالاحوال المعيشية لهذه الاغلبية العربية الصامتة.
الامر هنا باختصار ان اغلبية الشعوب العربية تعيش حالة مزرية من الفقر ومن الحرمان الاقتصادي والاجتماعي بحيث ان المواطن، يلهث فقط كي يوفر قوت ابنائه، ان استطاع.
بعبارة اخرى، فان المشاركة السياسية هي بالنسبة الى مواطن مطحون كهذا تعتبر من زاوية معينة ترفا لا يحتمله.
ونعرف جميعا انه في كثير من الدول العربية، ليس مسموحا للمواطن اصلا ان يرفع صوته او يعبر عنما يريده لوطنه باي شكل. فليس في هذه الدول ديمقراطية ولا حريات مسموح بها. وان فكر المواطن في الاحتجاج، فان القمع الوحشي بكل السبل في انتظاره.
وبعض الدول العربية التي توجد فيها انتخابات، وفيها حتى احزاب او قوى سياسية معترف بها، فان العملية هي برمتها في نهاية المطاف عملية شكلية وعبثية تماما.
تجري الانتخابات، وكل المواطنين يعرفون سلفا انها سوف يتم تزويرها، وان نتيجتها محددة قبل ان تبدأ.
من الطبيعي ان يشعر المواطن ان مشاركته ليس لها أي قيمة، وصوته لن يقدم او يؤخر. ليس هذا فحسب، بل هو يشعر ان مشاركته سوف يتم استغلالها لتكريس وضع بائس غاية ما يمكون البؤس.
هل يمكن ان يخطر ببال مواطن عربي مثلا ان يفعل ما فعلته هذه السيدة الامريكية وان يقطع آلاف الاميال كي يدلي بصوته في انتخابات تجري في بلاده؟.. بالطبع، لا.
وبالاضافة الى كل هذا، ونتيجة لهذه الاوضاع في الحقيقة، فان الثقافة الديمقراطية وثقافة المشاركة في صنع مستقبل الوطن ليست موجودة اصلا في مجتمعاتنا العربية.
ونستطيع ان نقدم اسبابا كثيرة اخرى غير هذه لتفسير صمت الاغلبية في اوطاننا العربية.
لكن في المحصلة النهائية كما نرى، فان كون الاغلبية الصامتة في دولنا العربية لا تجرؤ على الكلام، له تفسيراته واسبابه.
وكما راينا فان اغلبية هذه الاسباب تتعلق بالسياسات العامة التي تتبعها نظم الحكم العربية.
ولكن هناك حالات اخرى، لا تعتبر الحكومات هي المسئول الاساسي فيها عن صمت الاغلبية، وانما عوامل اخرى تتعلق بالمجتمع نفسه وقواه السياسية.
ولنأخذ مثالا لهذا الحال في البحرين كما نراه ونعيشه.
***
.. البحرين مثالا
يقال دوما في البحرين ان الاغلبية العظمى من الشعب هي اغلبية رافضة للطائفية بكل صورها وبكل اشكالها. وهي اغلبية مع الوحدة الوطنية بكل صورها واشكالها.
وهذا صحيح مائة في المائة.
هو قول ليس صحيحا فحسب، بل انه هو التعبير الفعلي عن طبيعة الشعب البحريني الذي عاش بكل طوائفه متآلفا لمئات السنين.
طالما ان هذا هو الحال، فلماذا لا نكاد نسمع صوتا لهذه الاغلبية الرافضة للطائفية اذن؟
لماذا ان الخطاب الطائفي هو السائد وهو الاعلى صوتا، قولا وفعلا وهو الذي يكاد يهيمن على الحياة السياسية برمتها؟.
لا يمكن ان نقول هنا ان السبب، كما في كثير من الدول العربية الاخرى، هو غياب الحريات وضيق فرص التعبير عن الرأي والموقف. فكما نعلم، في اطار التجربة الاصلاحية التي تعيشها البحرين بمقدور أي احد ان يقول ما يشاء، وان يعبر عن رايه باساليب وطرق كثيرة جدا بما في ذلك الخروج الى الشارع.
فلماذا اذن تصمت هذه الاغلبية الرافضة للطائفية؟
السبب الاساسي في تقديري ان هذه الاغلبية، سواء في اوساط الطائفة الشيعية او في اوساط الطائفة السنية، تتعرض لارهاب فكري وسايسي يردعها عن ان ترفع صوتها. وهو ارهاب يمارسه للاسف المجتمع نفسه والقوى السياسية الناشطة في المجتنمع.
المناخ السائد نفسه سياسيا واجتماعبا، والذي كرسته للاسف القوى السياسية يفرض هذا الارهاب.
حين يكون المناخ السائد هو مناخ طائفي تسوده اساسا مواقف وسلوكيات الحشد والتصعيد الطائفي كما هو حادث بالفعل، يصبح الخروج عليه امر غير مالوف، وله محاذير كثيرة في ذهن المواطن.
والقوى السياسية المدنية، حين يكون خطابها طائفيا، ونمط سلوكها ومواقفها العملية لها طابع طائفي سافر، وحين تكرس هذا يوما بعد يوم، فهي تمارس هذا الارهاب الفكري والسياسي على اتباعها.
الشيعي مثلا المنتمي لجمعية سياسية، والذي في قرارة نفسه يعتبر ان بعض مواقفها او افكارها التي تروج لها هي مواقف طائفية ولا تخدم الوحدة الوطنية، لا يجرؤ على ان يعلن رايه هذا علنا.
لماذا؟.. لأنه يخشى ان يتم اتهامه بأنه يخذل طائفته او يتخلى عنها او يخذل هؤلاء الاشخاص الذين نصبوا انفسهم قيادات تتحدث باسمه وباسم الطائفة.
ونفس الشئ ينطبق بالضبط على السني الذي ينتمي الى جمعية سياسية لا يرضى عن مواقفها او يعتبرها طائفية.
وللامانة يجب ان نضيف هنا، ان المؤسسات الرسمية للدولة تتحمل قدرها من المسئولية بعجزها عن ترسيخ الخطاب الوطني في الساحة السياسية الوطنية.
على اية حال، هذا راي سريع في قضية كبرى في البحرين، تستحق مناقشة تفصيلية موسعة.
مناقشة لا بد ان يكون محورها: لماذا ان الخطاب الطائفي هو السائد؟ ولماذا ان الطائفيين هم الذين يحتكرون الساحة؟. ولماذا لا ترفع الاغلبية الرافضة للطائفية والطائفيين اصواتها عاليا؟.
***
عموما.. يوم نطق الصامتون في امريكا ن احدثوا ثورة وغيروا مسار التاريخ الامريكي نحو الافضل.
ونحن ايضا في الوطن العربي.. يوم ينطق الصامتون سوف تحدث ثورة ويتغير مسار تاريخنا نحو الافضل.