اغتيال أوباما: سيناريو محتمل
ميسر الشمري - الحياة
لو أنفقت الولايات المتحدة الأميركية ملايين الدولارات لتحسين سمعتها في العالم، لما استطاعت أن تصلح 20 في المئة مما أفسده المحافظون الجدد، لكنها استطاعت أن تنتصر على ذاتها وتنقذ جزءاً كبيراً من سمعتها في مجال الديموقراطية والحريات ونبذ العنصرية بإيصالها أميركي من أصول أفريقية إلى البيت الأبيض. فوز باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية الأميركية، أسعد الكثيرين من أصدقاء واشنطن الذين خذلتهم بتصرفاتها في العراق وأفغانستان وغوانتانامو وفلسطين، وأعياهم (أصدقاء واشنطن) البحث عن المُثل الأميركية العظيمة التي دفنها المحافظون الجدد تحت أنقاض المباني في غزة. السؤال: ماذا لو أقدم شاب أميركي أبيض ومتطرف على قتل الرئيس الأميركي (الأسود) المنتخب باراك أوباما؟
هذا سيناريو محتمل، خصوصاً أن الرئيس المنتخب باراك أوباما تمكن من خلال فوزه بالرئاسة من غسل «العار الأميركي»، الذي خلفه المحافظون الجدد، وتمكن بهذا الفوز من استعادة الصورة الذهنية الجميلة لأميركا لدى كثيرين، كما أن فوزه أعاد أصدقاء الولايات المتحدة إلى حضنها الدافئ، وأصبحوا في وضع يمكنهم معه أن يدبجوا المقالات والدراسات ليثبتوا للعالم زوراً وبهتاناً أن من أقدم على اغتيال أوباما لا يمثل الفكر الجمعي الأميركي، وإنما هو مهووس ومتأثر بفكر المتطرفين الإسلاميين والنازيين الجدد، وربما يذهب البعض منهم إلى القول أن المباحث الفيدرالية الأميركية وجدت في الكومبيوتر المحمول للشاب الأميركي الأبيض الذي اغتال أوباما أشرطة لأسامة بن لادن والظواهري والزرقاوي، وصوراً لخالد شيخ وخطاب والملا عمر، وتسجيلات نادرة لمنظمة «الألوية الحمراء» الإيطالية. أميركا الآن في وضع تستطيع معه القيام بأي عمل جنوني أحمق، وإذا كان سيناريو اغتيال أوباما على يد شاب أميركي متطرف أمر وارد، فما هو السيناريو الذي يتفق عليه الجمهوريون والديموقراطيون بعد ذلك؟
من المؤكد أن يقوم نائب الرئيس جوزف بايدن بمهام الرئيس وفق الدستور الأميركي، وهنا يبدأ بايدن بتنفيذ مقترحه عندما كان عضواً في الكونغرس بتقسيم العراق وبلدان عربية أخرى، وهو مقترح قدمه النائب الديموقراطي بايدن ويوافق عليه غالبية النواب الجمهوريين، خصوصاً الذين ينتمون منهم إلى معسكر «الصقور». لهذا على الدول العربية كافة، خصوصاً المستهدفة منها بمخطط بايدن الاستعماري، أن تتهيأ لوقوع هذا السيناريو المحتمل، وأن تكون جاهزة ليس لتأبين شهيد الديمقراطية الأميركية أوباما ودفنه إلى جوار مواطنيه مارتن لوثر كنغ ومالكوم اكس. بل للحد من تداعيات مخططات الكاثوليكي المتطرف وصديق إسرائيل والمدافع عنها جوزف بايدن.
بايدن ليس عربياً ولاتربطه علاقة صداقة مع العرب، بل إنه يكره العرب، وبالتالي من حقه أن يبحث في حال اغتيل رئيسه الأسود المنتخب، عن مشاريع سياسية تعزز موقعه على الخريطة السياسية لأميركا، التي كانت وما زالت تعمل من خلال سياسييها على خدمة الكيان الصهيوني، وإن حدث واغتيل أوباما فمن المؤكد والأولى أن يعمل بايدن على مشروعه السياسي في تقسيم الكيانات العربية المنقسمة على ذاتها أصلاً، ليضمن بذلك أن يوضع اسمه في كتب التاريخ السياسي إلى جانب الفرنسي فرانسوا بيكو والبريطاني مارك سايكس، اللذان وقعا اتفاقية «سايكس بيكو» في منتصف العقد الثاني من القرن الماضي، والتي (الاتفاقية) قسمت بدورها الوطن العربي إلى كانتونات غير قابلة للاستمرار من دون مشكلات وأزمات.
قلت إن سيناريو اغتيال أوباما أمر محتمل، خصوصاً أن الرجل كما أسلفت أدى بفوزه بالرئاسة أكبر خدمة للولايات المتحدة، التي هي بلا شك وطنه، وكتبت في مقال سابق أن أوباما سيكون رهين لونه وعرقه طوال رئاسته، وبالتالي علينا أن لا نتوقع منه الكثير. هذا في الأمس. اليوم أقول: إن علينا أن نتهيأ لمرحلة بايدن سواء اغتيل أوباما أم بقي في سدة الرئاسة. بايدن «إسرائيلي» أكثر من ارييل شارون، وهو سيعمل جاهداً لحفظ أمن الكيان الصهيوني، وهو لن يجد أفضل من مشروعه «التدميري» ليحفظ الأمن القومي لأسياده في تل أبيب، وربما سيستند إلى مشاريع قدمها معارضون عرب حديثاً للإدارة الأميركية، وهي مشاريع تحاكي جوهر مشروع بايدن التقسيمي.
ميسر الشمري - الحياة
لو أنفقت الولايات المتحدة الأميركية ملايين الدولارات لتحسين سمعتها في العالم، لما استطاعت أن تصلح 20 في المئة مما أفسده المحافظون الجدد، لكنها استطاعت أن تنتصر على ذاتها وتنقذ جزءاً كبيراً من سمعتها في مجال الديموقراطية والحريات ونبذ العنصرية بإيصالها أميركي من أصول أفريقية إلى البيت الأبيض. فوز باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية الأميركية، أسعد الكثيرين من أصدقاء واشنطن الذين خذلتهم بتصرفاتها في العراق وأفغانستان وغوانتانامو وفلسطين، وأعياهم (أصدقاء واشنطن) البحث عن المُثل الأميركية العظيمة التي دفنها المحافظون الجدد تحت أنقاض المباني في غزة. السؤال: ماذا لو أقدم شاب أميركي أبيض ومتطرف على قتل الرئيس الأميركي (الأسود) المنتخب باراك أوباما؟
هذا سيناريو محتمل، خصوصاً أن الرئيس المنتخب باراك أوباما تمكن من خلال فوزه بالرئاسة من غسل «العار الأميركي»، الذي خلفه المحافظون الجدد، وتمكن بهذا الفوز من استعادة الصورة الذهنية الجميلة لأميركا لدى كثيرين، كما أن فوزه أعاد أصدقاء الولايات المتحدة إلى حضنها الدافئ، وأصبحوا في وضع يمكنهم معه أن يدبجوا المقالات والدراسات ليثبتوا للعالم زوراً وبهتاناً أن من أقدم على اغتيال أوباما لا يمثل الفكر الجمعي الأميركي، وإنما هو مهووس ومتأثر بفكر المتطرفين الإسلاميين والنازيين الجدد، وربما يذهب البعض منهم إلى القول أن المباحث الفيدرالية الأميركية وجدت في الكومبيوتر المحمول للشاب الأميركي الأبيض الذي اغتال أوباما أشرطة لأسامة بن لادن والظواهري والزرقاوي، وصوراً لخالد شيخ وخطاب والملا عمر، وتسجيلات نادرة لمنظمة «الألوية الحمراء» الإيطالية. أميركا الآن في وضع تستطيع معه القيام بأي عمل جنوني أحمق، وإذا كان سيناريو اغتيال أوباما على يد شاب أميركي متطرف أمر وارد، فما هو السيناريو الذي يتفق عليه الجمهوريون والديموقراطيون بعد ذلك؟
من المؤكد أن يقوم نائب الرئيس جوزف بايدن بمهام الرئيس وفق الدستور الأميركي، وهنا يبدأ بايدن بتنفيذ مقترحه عندما كان عضواً في الكونغرس بتقسيم العراق وبلدان عربية أخرى، وهو مقترح قدمه النائب الديموقراطي بايدن ويوافق عليه غالبية النواب الجمهوريين، خصوصاً الذين ينتمون منهم إلى معسكر «الصقور». لهذا على الدول العربية كافة، خصوصاً المستهدفة منها بمخطط بايدن الاستعماري، أن تتهيأ لوقوع هذا السيناريو المحتمل، وأن تكون جاهزة ليس لتأبين شهيد الديمقراطية الأميركية أوباما ودفنه إلى جوار مواطنيه مارتن لوثر كنغ ومالكوم اكس. بل للحد من تداعيات مخططات الكاثوليكي المتطرف وصديق إسرائيل والمدافع عنها جوزف بايدن.
بايدن ليس عربياً ولاتربطه علاقة صداقة مع العرب، بل إنه يكره العرب، وبالتالي من حقه أن يبحث في حال اغتيل رئيسه الأسود المنتخب، عن مشاريع سياسية تعزز موقعه على الخريطة السياسية لأميركا، التي كانت وما زالت تعمل من خلال سياسييها على خدمة الكيان الصهيوني، وإن حدث واغتيل أوباما فمن المؤكد والأولى أن يعمل بايدن على مشروعه السياسي في تقسيم الكيانات العربية المنقسمة على ذاتها أصلاً، ليضمن بذلك أن يوضع اسمه في كتب التاريخ السياسي إلى جانب الفرنسي فرانسوا بيكو والبريطاني مارك سايكس، اللذان وقعا اتفاقية «سايكس بيكو» في منتصف العقد الثاني من القرن الماضي، والتي (الاتفاقية) قسمت بدورها الوطن العربي إلى كانتونات غير قابلة للاستمرار من دون مشكلات وأزمات.
قلت إن سيناريو اغتيال أوباما أمر محتمل، خصوصاً أن الرجل كما أسلفت أدى بفوزه بالرئاسة أكبر خدمة للولايات المتحدة، التي هي بلا شك وطنه، وكتبت في مقال سابق أن أوباما سيكون رهين لونه وعرقه طوال رئاسته، وبالتالي علينا أن لا نتوقع منه الكثير. هذا في الأمس. اليوم أقول: إن علينا أن نتهيأ لمرحلة بايدن سواء اغتيل أوباما أم بقي في سدة الرئاسة. بايدن «إسرائيلي» أكثر من ارييل شارون، وهو سيعمل جاهداً لحفظ أمن الكيان الصهيوني، وهو لن يجد أفضل من مشروعه «التدميري» ليحفظ الأمن القومي لأسياده في تل أبيب، وربما سيستند إلى مشاريع قدمها معارضون عرب حديثاً للإدارة الأميركية، وهي مشاريع تحاكي جوهر مشروع بايدن التقسيمي.