Announcement

Collapse
No announcement yet.

أوباما .. احتفينا بلونه ولم نحتف بفكره

Collapse
X
 
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • أوباما .. احتفينا بلونه ولم نحتف بفكره

    أوباما .. احتفينا بلونه ولم نحتف بفكره




    الاقتصادية

    صالح محمد الجاسر

    غريبة هذه الحفاوة في مجتمعاتنا العربية بلون الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما، وكأن مؤهله الذي فاز به بالرئاسة الأمريكية هو اللون فحسب، وغريب هذا الطرح الذي ركز على اللون دون اهتمام بما يحمله أوباما من فكر وعصامية ومؤهلات جعلت منه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.

    غريب هذا الطرح الذي اعتقد فيه البعض أنه يثني على أمريكا وديمقراطيتها في حديثه عن لون الرئيس الأمريكي المنتخب، في حين أنه يكشف من خلال هذا الطرح عما في داخله، ويوحي بأن اختيار أوباما كان بسبب اللون ومن أجل أن تحسن الولايات المتحدة صورتها التي تشوهت خلال عقد من الزمان.

    هؤلاء الذين احتفوا بأوباما من أجل لونه تعاملوا معه وكأنه رجل لا يحمل ما يؤهله لهذا المنصب سوى اللون، ولهذا وجدنا من كتابنا العرب من تطوع لإعطاء أوباما دروساً ونصائح كيف يدير أمور بلاده، والبعض تولى بيان حقيقة قضايا العرب لينير أوباما حتى يجعلها في مقدمة اهتماماته، في حين أخذ البعض يعرض سيرة من اختارهم أوباما مستشارين له وعلاقتهم بالمنظمات اليهودية، ويحذر أوباما منهم، وكأن أوباما لا يعرف هؤلاء وينتظر من يُعرفه بهم، بل إن البعض "من باب الميانة" دبج كلمات باللغة الإنجليزية ضمن مقاله، ولعله كان يتصور أن أوباما بمجرد أن يصحو من النوم سيبحث عن مقاله ليطلع على ما حمله من أفكار نيرة.

    والأسوأ من هؤلاء من ارتد في هجومه على تاريخنا فأخذ يحقره ويصفه بأبشع الصفات، بل يسخر من أمور ما كان ينبغي أن يسخر منها، من أجل التدليل على عظمة أمريكا.

    من المؤسف أننا تعاملنا مع باراك أوباما كما تعامل شاعرنا العربي أبو الطيب المتنبي مع كافور الإخشيدي حيث رفعه إلى عنان السماء، وحينما لم يجد منه ما كان يؤمله انقلب عليه وهجاه هجاء مقذعاً بدأ فيه بلونه الذي كان يمدحه به.

    فكم من كاتب يتصور أن أوباما سيكون مدافعاً عن قضايا العالم الثالث وقضايا الملونين ويقدمها على مصالح الولايات المتحدة، وكم من كاتب من الذين أثنوا على أوباما الآن سينقلب عليه ويهجوه إذا لم تتحقق الآمال العريضة التي بناها على وصوله إلى الرئاسة الأمريكية.

    هؤلاء تناسوا أن أوباما فاز برئاسة الولايات المتحدة دولة المؤسسات والقوى التي تحكم لا الفرد، وهؤلاء تناسوا أن أوباما انتخب ليحقق مصلحة الشعب الأمريكي، وليس ليتطوع لحل مشكلات العالم إلا إذا كانت هناك مصلحة لبلاده في حل تلك المشكلات.

    كنت أتمنى لو ركز الكتاب الذين حصروا اهتمامهم باللون على أمورٍ أخرى، وهي كيف أن الفرد مهما كانت ظروف حياته إذا وجد لديه الطموح والكفاءة ووجد البيئة المناسبة يستطيع أن يصل إلى أعلى المناصب.

    الزيتون عندما يُضغط يخرج الزيت الصافي فإذا شعرت بمتاعب الحياة تعصرقلبك فلا تحزن انه "الله" يريد أن يخرج أحلى ما فيك ايمانك دعاءك وتضرعك




Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎