ما وراء استهداف المملكة العربية السعودية

[محررة الرياض]

ما وراء استهداف المملكة العربية السعودية

الاقتصادية

عبد الله بن خليفة الكعبي

المتابع لأحداث المنطقة يلاحظ وجود خلط واضح تعمد إليه الدوائر الصهيونية المتحكمة في القرار العالمي. هذه الدوائر التي تعمل لمصلحة إسرائيل تحاول دائماً خلق نوع من التوازن السلبي في المنطقة يصب في مصلحة الدولة الصهيونية, التي تجد في مثل تلك التوازنات حياة لها واستمراراً لبقائها مدة طويلة من الزمن.


اللعبة السياسية في المنطقة التي يحاول الصهاينة تكريسها تقوم على العمل المزدوج والخلط المتعمد للأوراق والملفات بحيث يمكن خلق نوع من الغموض المفضي إلى الفوضى التي يسمونها وفق المصطلح الأمريكي الفوضى الخلاقة الهادفة في الأساس إلى تكوين قاعدة لحياة سياسية واجتماعية مشوشة تعتمد على إضعاف كل الأطراف لمصلحة تقوية الطرف الصهيوني وتغذية تفوقه على حساب حكومات المنطقة وشعوبها.

المشهد الأبرز الذي يحتل مساحة كبيرة في صورة المنطقة, الذي يحاول الإعلام الغربي والصهيوني إبرازه بشكل مستمر, هو مشهد الصراع الغربي ـ الإيراني حول البرنامج النووي الإيراني, الذي ينتقل في كل يوم إلى مرحلة جديدة لن تكون العقوبات الأخيرة خاتمتها, إنما سنشهد تطورات أخرى, لكن من دون أن تكون نهايتها المواجهة المباشرة غير المطروحة بتاتاً للنقاش بين ما يسمى الأطراف المتنازعة.

ما يهدف إليه هذا السيناريو الممل الذي احتل مساحة كبيرة من هامش الاهتمامات عبر سنوات طوال هو إلحاق الضرر بالدول التي كان من المفترض أن تكون غير معنية بالصراع الوهمي الدائر بين من يحاول امتلاك السلاح النووي وبين من يحاول منعه من الحصول عليه. فدول الخليج العربي هي المعنية الأولى بإسقاطات ذلك المشهد سيئ الإعداد الذي كان من المفترض, لو كان حقيقياً, أن يسفر عن نتائج في وقت أقصر بكثير مما استغرقه حتى الآن، بدليل أن الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الدول الغربية لم تمهل الدولة العراقية السابقة إلا بضعة أشهر لم تكن في الأساس للإمهال وإنما كانت لتجهيز قوات الغزو التي اجتاحت العراق واستخدمت ضده كل أنواع الأسلحة المحرمة وأشاعت نوعا غير معروف من الفوضى لم تشهد البشرية مثله عبر تاريخها.