Announcement

Collapse
No announcement yet.

مستقبل – غزال 1 – إلى أين: اقتصاديا وحضاريا

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • مستقبل – غزال 1 – إلى أين: اقتصاديا وحضاريا

    مستقبل – غزال 1 – إلى أين: اقتصاديا وحضاريا




    الوطن

    قينان الغامدي

    لا شك أن نجاح كلية الهندسة في جامعة الملك سعود في ابتكار أول سيارة سعودية التصميم والتصنيع – غزال 1- يعد خبرا مفرحا لكل مواطن سعودي، إذ إنه يعطي دلالة واضحة على قدرات وإمكانيات الإنسان السعودي الذي يستطيع أن يكون مبتكرا ومنتجا، لكن مع الفرحة الكبرى لا بد من النظر إلى هذا الابتكار من زاوية أخرى وهي زاوية الجدوى الاستثمارية، وأنا لست اقتصاديا لكنني أسأل فقط، فصناعة السيارات مرت بتطورات مذهلة منذ منتصف القرن الثامن عشر حتى يومنا هذا، وفي هذا العام 2010 الذي فرحنا فيه بولادة –غزال 1- هناك دول مثل الصين وألمانيا وغيرهما قطعت أشواطا كبيرة في تصنيع السيارة الكهربائية ودول أخرى في تصنيع السيارة التي تسير بالطاقة الشمسية وقد لا ينقضي العقد القادم إلا وقد أصبح هذان النوعان من السيارات هما السائدان في أسواق العالم كله، ومنذ سنوات في أمريكا والمحاولات مستمرة في إنتاج السيارة الطائرة (البر جوية)، مما يعني أن أي استثمار صناعي في هذا السوق الضخم يقتضي إضافة أفكار وابتكارات جديدة غير مسبوقة لضمان نجاح الصناعة ورواجها اقتصاديا.
    ومن هنا أتساءل عن مدى جدوى الاستثمار في تصنيع السيارة السعودية الجديدة التي مهما بالغنا في وصفها فإنها لا تخرج عن كونها سيارة عادية كواحدة من هذه السيارات التي تعج بها أسواقنا وربما من أفضلها لكن هل من المناسب والمجدي اقتصاديا تصنيعها محليا أم استيراد ما يشابهها أو أفضل أو أقل دون خوض ميدان سبقنا العالم فيه بمئات الأشواط؟
    مرة أخرى أكرر أنني لا أقلل من قيمة الابتكار ولا من جهد من فعله بل هم يستحقون التقدير والإكبار والتشجيع للمزيد من التقدم في ميدان العلم الحديث، لكنني ومن منطلق وطني أسأل عن الجدوى المستقبلية لمثل هذا الإنجاز، الذي لم يتقدم حتى الآن مستثمرون للإفادة منه.
    لقد اكتشفنا متأخرين أن استيراد القمح أقل كلفة من زراعته محليا، لذا فإنني أرجو ممن هم أعلم مني وأقدر على التقييم في جامعاتنا وفي المجلس الاقتصادي الأعلى أن يضعوا النقاط فوق الحروف، لأن هذا من الأمور الهامة التي ستحكم مسيرة البحث في الجامعات السعودية كلها وتحدد مساراته المستقبلية بحيث لا يضيع وقت وجهد الباحثين فيما لا فائدة منه، وأن تتجه تلك الجهود إلى البحث في الميادين التي تقدم إضافات نوعية للمنجز الإنساني عموما منطلقة من حيث انتهى الآخرون حتى تنعكس إيجابا على مستقبل بلادنا اقتصاديا وحضاريا.

    الزيتون عندما يُضغط يخرج الزيت الصافي فإذا شعرت بمتاعب الحياة تعصرقلبك فلا تحزن انه "الله" يريد أن يخرج أحلى ما فيك ايمانك دعاءك وتضرعك




Working...
X