Announcement

Collapse
No announcement yet.

لو وضع الزوج الخائن نفسه مكان زوجته ما خانها

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • لو وضع الزوج الخائن نفسه مكان زوجته ما خانها

    لو وضع الزوج الخائن نفسه مكان زوجته ما خانها
    في مجتمع غريب الأطوار تغلب عليه النظرة الذكورية وتلعب دوراً كبيراً، يكذب الرجل وتجد المرأة نفسها مضطرة إلى أن تصدق لأنها في الغالب هي من تحمل دائماً وسام التضحيات غير المعقولة.. كيف ينشأ مجتمع فيه رجل خائن وامرأة مغلوبة على أمرها.
    القضية تكمن في الموت العاطفي الذي تعاني منه الزوجة ولا تجد ملجأً لإشباعه إلا بالصبر والاحتساب، ثم يأتي بعد الصبر جيل جديد خرج من مدرسة هذه الأسرة التي تعاني من تفكك واضطرابات عاطفية لتكون حالات موروثة أو خلايا إرهابية مدمرة ثم يأتي بعد ذلك شعور غريب يقتحم مملكة الرجل ليعطيه إحساس "السيد" والذي يرى من خلاله أن المرأة ليس لها بدائل ولا عزوة ولا ملجأ وأنها شعرة بيضاء قطفت من وجه ذلك الكهل الذي ودع الحياة معتقداً أنه اطمأن عليها، كل هذه المشاعر تتبادر إلى قلب الرجل المثقوب لتمنحه مزيداً من الشعور بأنه مهيمن جبار وأنه صاحب البطولة في كل شيء.
    كثير من الذكور للأسف يسعدون بالبطولة، حتى في جريمة الخيانة يشعر بأنه بطل وشجاع استطاع بكل خسة ونذالة أن يضم في كنفه امرأة مخدوعة لا تدري ماذا يفعل خارج المنزل، وأحياناً داخله.
    ثم تأتي الطامة الكبرى والتي ليس لها حل، إلا الإيمان بالقدر خيره وشره، والسجود سكينة في محراب الإله فهو المنتقم الجبار الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، تلك الطامة الكبرى تكمن في المشاعر المتضخمة لدى الرجل والتي تزداد التهاباً حينما تعرف المرأة خيانته ويعتصر الألم قلبها ثم تقبل بالأمر الواقع، لأن في داخلها مشاعر عظيمة لا يمكن أن تكون في قلب هذا الرجل، المرأة ذلك العنصر الرقيق تستطيع أن تقدم كل التضحيات من أجل الحفاظ على بيتها وأبنائها، والرجل بكل معاني القسوة والجفاف يمارس خديعته على أنها خصوصية مفروضة على الجميع ويعود للزوجة البائسة لتقبل قذارة سلوكه لأنها في نظره ليس لها خيار.
    ذلك الرجل غليظ القلب لا يثمن تضحيات الزوجة، بل كلما أرخت رأسها للريح شعر أنها ذليلة مكسورة.
    أتساءل هل الخيانة - ذلك الشبح المخيف - تمت ولادتها مع الرجل، تغذاها مع النطفة التي أصبحت علقة ثم تنفسها مع أول صرخة له هل شعر الرجل بولائه لهذه المولودة التي أتت في معيته للحياة وأصبح يربيها ويكبرها إلى أن دخلت بيته وعاشت في كنفه مع أفراد أسرته، هل هي سمة من سمات بعض البشر أم إنها عمل بطولي تمنح الرجل إحساسه بالرجولة المفقودة في نمط معيشته الأسرية، هل هو مريض وتصلاه الحمى ويرى أن الخيانة كمّادة باردة تخفف عنه وطأة الشعور بالعجز والكسل.
    هل الرجل حينما يخون زوجته ينتقم لرجولته المجروحة وإحساسه بالضعف أمام كيان أكثر منه إخلاصاً وأكثر منه قوة.
    وماذا لو جاءت الخيانة من الزوجة، ما الذي سوف يحدث، هل يقبل الرجل بأن زوجته تخونه وتمارس عليه نفس السادية التي يمارسها؟ بالتأكيد، لا، حتى المرأة التي تحترم نفسها لا تقبل أن تعيش هذا الشعور، إذاً لماذا أيها السيد تمارس مع الآخرين أموراً لا تقبلها لنفسك.
    ليت الرجل قبل أن يقدم على تصرف مشبوه مثل الخيانة الزوجية أو العاطفية يضع نفسه مكان الزوجة ويحكم على تصرفه بمنطقه بعيداً عن الانحياز للذات ولو مرة واحدة. ويخبر على الأقل نفسه هل يقبل ممارسة هذا السلوك معه من قبل الزوجة، إن كان الجواب لا، ومؤكدا أنه لا، فعليه أن يلعن الخيانة التي تجعله حقيرا في نظر نفسه قبل الآخرين، وأجد أنني في نهاية المطاف مجبرة على أن أتفادى هجوم الكثير من إخواننا الذكور لأعلن للجميع أن الحديث هنا عن حالات فردية عرضت عليّ وليست معممة على جميع الرجال، فآمل ألا يكون لها رواسب أو مردود سيئ يجعلكم تعلنون الحرب على هذه المرأة المسكينة.
    فوزية ناصر النعيم - عنيزة
    الرياض 06/07/2005

Working...
X