Announcement

Collapse
No announcement yet.

تعليم الإنجليزية في المعاهد الخاصة يتطلب إعادة نظر

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • تعليم الإنجليزية في المعاهد الخاصة يتطلب إعادة نظر

    تعليم الإنجليزية في المعاهد الخاصة يتطلب إعادة نظر
    تعتبر اللغة الإنجليزية اللغة الأم لحوالي 400 مليون شخص كما أنها اللغة الثانية أو الثالثة لنحو 660 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم. فهي لغة التواصل والمخاطبة بين الشعوب غير الناطقة بلغة واحدة. كما أن اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية المتعامل بها على جميع الأصعدة، لذا هي تدرس في جميع مدارس العالم، وتمثل جزءا من المقررات الدراسية فيها كما هو الحال في السعودية. والحقيقة حول تعليم الإنجليزية، والتي لا يختلف معي أحد فيها عندما أقول إنه قلما نجد طالبا من طلاب الثانوية العامة في مدارسنا لديه القدرة أن يتحدث بصورة مقبولة وقد لا أكون مبالغا إذا قلت إنه لا يستطيع أن يكوّن جملة مفيدة وذلك لأسباب عدة من أهمها تدريس اللغة الإنجليزية في المراحل المتأخرة وقلة الحصص.
    هذا الأمر دعا كثيرا من الطلاب والموظفين للالتحاق بمعاهد اللغة الإنجليزية الخاصة والمنتشرة في أنحاء السعودية. ولا شك أن تلك المعاهد تتفاوت في قوتها التدريسية وقدراتها التعليمية من حيث الأساتذة والمناهج ووسائل التعليم. وليس هناك تصنيف معين لتلك المعاهد لكي توضح قدراتها وتعين الدارس على اختيار الأفضل. لذا نجد كثيرا من الدارسين في تلك المعاهد يفاجؤون بعدم التطور و القدرة على تحدث اللغة الإنجليزية بل إن بعضهم يشعر بعدم تغيير بين ما قبل الدورة وما بعدها. فهنا لا يكمن القصور في الدارس في تلك المعاهد التي يأتيها بطواعية ورغبة جامحة فلديه الدافع القوي ليتعلم اللغة الإنجليزية، ولكن المشكلة تكمن في بعض تلك المعاهد التي ليس لديها القدرة أن ترتقي بالطالب إلى ما يتطلع إليه.
    يؤسفني ومن خلال تجربتي واطلاعي الشخصي على أحوال كثير من معاهد تعليم اللغة الإنجليزية في بلادنا، القول إنها غير متطورة وتنظر بشكل مادي بحت دون التركيز على جودة التعليم وهي محور الحديث هنا. وأبرز مكامن الخلل فيها باختصار أن طاقم التدريس ليست الإنجليزية هي لغتهم الأم، كما أن تلك المعاهد تخلو غالبا من الأجهزة ووسائل التعلم الحديثة، ودائما ما تحشر في زوايا ومناطق قديمة في أحياء المدن.
    في المقابل، هناك معاهد لتعليم اللغة الإنجليزية مؤهلة تأهيلا قويا ولديها القدرة على أن ترتقي بالدارس ما دام لديه الدافع والرغبة لتعلم اللغة الإنجليزية، ولكنها قليلة جدا. وهنا كلمة حق لا بد أن تقال عبر استحضار مثال بسيط، يتمثل في التجربة البريطانية في هذا الحقل والتي لا تزال هي الأبرز والأمثل، عبر المجلس الثقافي البريطاني. فلو ألقينا نظرة بسيطة على تلك المعاهد نجد أن جميع المعلمين والمعلمات لغتهم الأم هي اللغة الإنجليزية ومتخصصين يحملون دورات تربوية فنية عالمية راقية كشهادة Delta و Celta على سبيل المثال، وهي مؤهلات عالية وتختزل فيها مستويات في توصيل اللغة كبيرة جدا، ليخرج المعلم ولديه من المهارات ما يكفيه لتدريس اللغة الإنجليزية كلغة ثانية أو لغة أجنبية، كما أن الفصول مجهزة تجهيزا كاملا بأحدث وسائل التعليم الحديثة، وتعقد دورات متخصصة، و تقام فيها اختبارات عالمية، كما أن لديهم أجندة متكاملة بتواريخ الدورات وبداية انعقادها. لذا نجد بعض الوزارات والشركات تعقد دورات لموظفيها في مدارس المجلس الثقافي البريطاني وذلك لما يجدونه من ثقة فيه. نعم الحقيقة تقول إن هذه التجربة البريطانية في تعليم الإنجليزية هي ما تنقص قطاع تعليم اللغات لدينا. إذن لماذا لا تقوم الجهات ذات العلاقة بمعاهد تعليم اللغة الإنجليزية بتصنيفها تصنيفا يوضح للطالب قوة تلك المعاهد بدلا من أن يتخبط الطالب بين تلك المعاهد التي ليس لديها القدرة على أن تقدم ما يطمح إليه المتعلم, لكي تحفظ ماله ووقته.
    عبد المحسن ناصر السبيعي _ مدرس لغة إنجليزية، الرياض
    الرياض 14/07/2005

Working...
X