Announcement

Collapse
No announcement yet.

المرأة ودعاوى الانهزام الفكري

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • المرأة ودعاوى الانهزام الفكري

    المرأة ودعاوى الانهزام الفكري

    مصطفى عبدالله بحر الدين

    لقد تابعت ملحق الرسالة بجريدة المدينة الذي تناول قضية قيادة المرأة للسيارة وما واكب هذه القضية من رؤى مختلفة ومتغايرة تشابكت فيها المصالح والفتاوى والاجتهاد.

    فأقول وبالله التوفيق. قضية قيادة المرأة للسيارة ليست مشكلة مزمنة لدينا تحتاج إلى كل هذه الضجة الإعلامية أو طرحها بين الفينة والاخرى وهي قضية محسوم امرها لصالح الثوابت الدينية والشرعية والتقاليد التي عليها المجتمع وسداً للذرائع وليس لحسن التوقيت أو سيئه شأن في ذلك.

    والمرأة زوجة كانت أم بنتاً أم اختاً أم أماً هي اعز ما عند الإنسان ذي المروؤة والشهامة والديانة وهي قد بليت في هذه الأيام بدعاوى زائفة تشتمل على الفحش والسخافة والتشبه بمظاهر مخالفة للدين والفطرة السليمة في ذاتها وشخصيتها من قبل دعاة التحرير والمساواة بطرق مباشرة أو غير مباشرة وبرغم هذه الهجمة الشرسة من هؤلاء المنهزمين حضارياً وفكرياً الذين عظمت جرأتهم وتلون مكرهم بما يخرج من افمامهم وبما تجري بها اقلامهم هدماً للوسائل واختراقاً لسد الذرائع إلى الرذائل إلا ان المرأة لدينا لا زالت على العهد والتقيد بالالتزام والتمسك بسلوك وعادات الإسلام الذي حفظ لها حقوقها حسب ما خصها الله بها واولتها الشريعة من عناية فائقة تليق بها.

    فالله سبحانه وتعالى قضى في الذكر بأنه ليس كالانثى في صفة الخلقة والهيئة والتكوين فجعل له كمالاً خلقياً وقوة طبيعية والانثى انقص منه خلقة وجبلة وطبيعة لما يعتريها من حيض وحمل ومخاض وارضاع ولهذا خلقت الانثى من ضلع آدم عليه السلام فهي جزء منه تابع له. وخص الله سبحانه وتعالى الرجال ببعض الأحكام التي تلائم خلقهم وتكوينهم وتركيب بنيتهم وصبرهم وجلدهم على السعي والانفاق على من في البيت وكذلك خص النساء ببعض الأحكام التي تلائم خلقتهن وتكوينهن قال تعالى (وليس الذكر كالانثى) آل عمران 36. فمن اثار هذا الاختلاف في الخلقة الاختلاف في القوى والقدرات الجسدية والعقلية والفكرية والعاطفية والارادية يتبين لنا ارادة الله الكونية والقدرية في الخلق والتكوين والمواهب وهي إرادة دينية وشرعية في الحكم والامر وهاتان الارادتان لمصالح العباد وعمارة الكون وانتظام حياة الفرد والجماعة والمجتمع الإنساني إذاً فهؤلاء المنهزمون حضارياً وفكرياً لا هدف لهم سوى امتاع جوارحهم وارضاء ميولهم للوصول للغاية الاثمة وهي انزال المرأة إلى جميع ميادين الحياة من اختلاط وخلع للحجاب وتحلل من الدين وشيوع للاباحية. قال تعالى والله يريد ان يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلاً عظيماً) النساء 27. فيجب علينا التسليم بالفوارق بين النساء والرجال الحسية والمعنوية والشرعية وليرض كل منا بما كتب الله له قدراً وشرعاً وهذه الفوارق هي عين العدل ولا يجوز لمسلم ولا مسلمة ان يتمنى ما خص الله به الآخر وليسأل العبد ربه من فضله وهذا ادب شرعي يزيل الحسد ويهذب النفس المؤمنة ويروضها على الرضا بما قدر الله وقضى ولهذا قال الله تعالى ناهياً عن ذلك (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله ان الله كان بكل شيء عليماً) النساء 32. مصطفى عبدالله بحر الدين

    مكة المكرمة ص.ب6477



    المدينة 20/07/2005

Working...
X