Announcement

Collapse
No announcement yet.

ولَلكف عن شتم اللئيم تكرماً

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • ولَلكف عن شتم اللئيم تكرماً

    د. حسناء عبدالعزيز القنيعير - الرياض


    عندما تختل الحسابات، ويفقد على إثرها العميل توازنه، فإنه لا يجد سوى الأضاليل والأكايب ليستر بها عواره الفكري، واختلاله العقلي، لذا فلم يكن غريبا أن يشن على بلادنا البوق الصفوي المنتقخ حسن نصر اللات، ذلك السيل من الأكاذيب التي تتضاءل عندها دعوات بول جوزيف غوبلز (وزير الدعاية النازي) ورفيق أدولف هتلر صاحب شعار: اكذب اكذب حتى يصدقك الناس.. غير أن الصفوي المنتفخ صاحب الكذب الممنهج والمبرمج؛ لترويج أجندة أسياده المجوس وربيبهم الذي لا ينفك من الانكباب على أقدامهم لثماً وتقبيلاً، لا يستحي من الظهور بمظهر الخائن والكاذب والمتآمر على أمة يزعم كذباً وبهتاناً أنه منها ومن خيرة أهلها نسبًا، في حين لا يعدو كونه دعياً كأسياده الفرس الذين يزعمون زورًا وبهتانًا انتسابهم للعرق العربي الشريف، فكيف لمن يزعم الانتماء لأمه أن يناصبها العداء على ذلك النحو المعجون بالخسة والدناءة ووضاعة المحتد؟ لقد اعتادت بلادنا الترفّع عن الرد على كل من يتطاول عليها من المتآمرين والخونة، متمثلة قول الشاعر العربي:

    وَلَلْكَفُّ عَنْ شَتْمِ اللَّئِيمِ تَكَرُّمًا

    أَضَرُّ له مِنْ شَتْمِهِ حِيْنَ يُشْتَمُ

    لكن هذا الأسلوب المترفع عن النزول إلى مستنقعاتهم النتنة جعلته وحفنة من العملاء، يتمادون ويوغلون في التنكر لليد التي لم تتوانَ يوما عن مد يد المساعدة والعون لبلادهم، وانتشالها من أزماتها نتيجة ارتهانها لدولة المجوس ومغامرات وكيلها في لبنان حسن منتفخ الأوداج.

    اعترف حسن نصراللات في حديثه - حديث الإفك - لقناة الإخبارية السورية، بتمدد النفوذ الإيراني في المنطقة، زاعما أن دولة الملالي هي الداعم الأول للشعوب العربية في العراق وفلسطين ولبنان وسورية ضد الاحتلال الأمريكي الإسرائيلي والجماعات الإرهابية، في حين أن أسياده ليسوا إلا قوة احتلال في تلك البلدان، ارتكبوا أفظع الجرائم ضد مواطنيها لاسيما السنة منهم، فهذه الأكاذيب لن تمر على ذوي العقول والبصائر الذين يرون ما يحدث بأيدي المجوس في تلك البقاع. ولهذا فإن الإجماع الشعبي العربي ضد إيران لم يأت عبثاً، بل هو نتيجة لانكشاف أمر المجوس وعملائهم ومؤامراتهم ضد الأمة العربية، ما جعل حسن حزب اللات وغيره من الأذناب يكادون يفقدون عقولهم، لفرط المفاجأة التي أحدثتها عاصفة الحزم.

    كما أن تطاول نصر اللات على جهاز المخابرات السعودية، متهما إياه بتمويل تنظيم "داعش" الإرهابي، من أجل الإطاحة بحكومة نوري المالكي الطائفية في العراق، في حين نشرت صحيفة شفاف الشرق الأوسط في 9 نوفمبر 2014 تقريراً عن دور النظام الإيراني في الحرب المستمرة في سورية، ومنه علاقات النظامين السوري والإيراني مع المجموعات الإسلامية المتطرفة مثل داعش وجبهة النصرة، وكان كلا النظامين قد اخترق واستخدم وتعامل مع هذه المجموعات المرتبطة أصلاً بتنظيم القاعدة، من أجل حرف مسار الثورة السورية في اتجاه العسكرة والطائفية، ومن أجل تبرير أعمالهما العسكرية ضد العزل والمتظاهرين والثوار، بل يحاول كلا النظامين الإرهابيين أن يسوق نفسه شريكًا في الحملة الدولية ضد المجموعات الإرهابية، خاصة بعد صدور قرار مجلس الأمن بخصوص داعش والنصرة، وإعلان الرئيس الأميركي الحرب على داعش في العراق وسورية. فعن أي تمويل يتحدث؟ وهو وأسياده صانعو الإرهاب ومموّلوه!

    ثم إن اتهام المخابرات السعودية بإرسال الانتحاريين إلى العراق، فالعالم كله يدرك أننا أول من حارب الإرهابيين وعانينا منهم، ومن يذهب من أبنائنا للعراق وسورية ليسوا إلا فئة منحرفة خرجت عن السيطرة وأسلمت عقولها للمحرضين أمثاله، فإن كنا من يرسل الانتحاريين، فماذا عسانا أن نسمي ما يفعله أسياده في طول العالم وعرضه من إرهابٍ كلُ أمم الأرض تعلم به؟ بل ماذا يمكن أن نسمي ما يفعله هو في لبنان من احتلال وسيطرة ومصادرة قرار دولة بكاملها؟

    ولم يتورع نصر اللات عن اتهامنا بنبرة طائفية واضحة قائلاً: "ألم تعملوا وتنفقوا أموالا طائلة لتحويل قبائل من مذهب إلى مذهب؟". ونسي أن إيران هي من حوَّلت الحوثيين من زيدية - وهم أقرب إلى السنّة - إلى شيعة اثني عشرية بضخ الأموال والأسلحة والتحريض، فبعد سقوط بغداد عام 2003 بدأ تصدير الثورة عن طريق قائد حركة الحوثيين حسين بدر الدين الحوثي إلى أن تطور شكل الدعم، من دعم مادي وفكري إلى دعم عسكري، وبعد مقتل حسين بدر الدين الحوثي على يد الجيش اليمني أمرت الحكومة الإيرانية بإطلاق اسمه على أحد شوارع طهران.. إن ما يتهمنا به العميل المجوسي، هو الذي ينبغي علينا جميعا كأمة إسلامية أن نفعله إذ "لا بدّ من العمل على إيصال رسالتنا للشعب الإيراني بشكل ثقافي مغاير، بعمل مقنن ومدروس بعناية فائقة لإعادة الحقوق لتلك الشعوب التي غُلبت على أمرها، وكما فعلنا بقوة التحالف العسكري لكسر شوكتهم في اليمن، فلنسعَ إلى التغيير الأهم ثقافياً وأيديولوجياً وفكرياً بعد هذه المرحلة، وهذا حق لنا مقابل ما تفعله من تخريب في منطقتنا على أكثر من صعيد".

    وعلى الرغم من هذه الحقائق تجرأ حسن حزب اللات على إنكار علاقة إيران بالحوثيين، وأنه هو شخصياً لم يعرف الحوثي ولا جماعة أنصار الله - يا لها من جرأة - وهذا غاية الكذب الذي اعتاد عليه، فعلافة إيران بالحوثيين معروفة لا ينكرها إلا عميل، ثم إنها دأبت على إرسال الأسلحة إليهم وتدريبهم أيضاً في معسكرات إيرانية وفي لبنان لدى حزب اللات، هذا علاوة على ما ذكره أحد الإرهابيين السعوديين عام 2009 بأن إيران جندته وزملاءه لتنفيذ أعمال إرهابية في بلادنا بمعية الحوثيين، بل لقد وجد من ضمن القتلى في المعارك الدائرة بين الحوثيين والتجمعات اليمنية المسلحة بعض القتلى المنتمين لحزب اللات اللبناني، كما ظهر في هوياتهم التي يحملونها.

    ولم يستحِ نصر اللات من القول نصّا: "أنا أؤمن بأن سماحة الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي إمام المسلمين وولي أمر المسلمين"! فنقول بل هو وليّك وولي الأبواق التي تنعق ليلَ نهارَعلى القنوات والصحف اللبنانبة العميلة تآمراً وتحريضاً على الأمة العربية!. ومما قاله إنه: "على طول التاريخ الغزاة يُهزمون، والغزاة تلحق بهم المذلة"، في إشارة لنصرة الشعب اليمني واستجابة للشرعية لإنقاذ اليمن من إيران وعملائها، لكن بما أنه اعتاد على تجاهل الحقائق، لا بدّ أن نسأله عن ماهية ميليشيات سليماني في سورية وفي العراق، أليسوا غزاة أيضاً؟

    أما إذا كانت أنظمة العرب قد وقفت ضد ثورات الشعوب - حسب زعمه - فإن وليّه الفقيه قد أجهض الثورة في سورية، وفي اليمن بالانقلاب على ثورة الشعب، ولذلك كان رفض غالبية الأمة العربية لاحتلال إيران أكبر من رفضها للأنظمة القائمة، بل إن حسن حزب اللات نفسه ساند ثورات الربيع العربي من تونس إلى مصر مروراً باليمن وليبيا، لكنها عندما وصلت إلى سورية اتخذ موقفاً معادياً لهذه الثورة منذ اليوم الأول، وانحاز بكل صلف ووقاحة إلى النظام - مستغلاً ضعف الدولة اللبنانية التي زعمت النأي بنفسها عمّا يحدث في سورية، لكنها عجزت عن تحقيق ذلك النأي الذي صار انتقائياً، كما عجزت عن التصدي لمخططات أسياده - معتبراً الثورة السورية مؤامرة خارجية، وحتى إنه لم يبد أي حساسية إزاء القتل والدمار الذي يتعرّض له شعب سورية!

    مستوي الانحطاط والبذاءة والأسلوب المسف الذي سلكه نصر الشيطان وأزلام إيران من بعض اللبنانيين في الهجوم علي بلادنا، قابلته بصمت ووقار واستعلاء عن الصغائر، ما يعطي دلالات لا تخطئها العين على معدن أولئك العملاء، الذين ينبغي حفظاً لألسنتنا من التلوث، أن نترفع عن ذكر أسمائهم، لاسيما مرتادو قنوات الحزب والمجوس، وتلك الصحيفة الصفراء الناطقة باسمهم!

    لقد دأبت تلك الحثالة على وصفنا بالرجعية والتخلّف، في الوقت الذي أقمنا في بلادنا نهضة جعلتنا في صدارة دول العالم، وبنينا اقتصادًا جعلنا الدولة العربية الوحيدة في قائمة العشرين، التي تمثل أكثر دول العالم من حيث الأهمية الاقتصادية والإستراتيجية، بنينا اقتصاداً جعلنا مهوى أفئدة رجال المال والأعمال في العالم وفي مقدمتهم اللبنانيون، فعن أي دولة متخلفة تتحدثون أيها الأقزام؟

    أما وصفنا بالبدو وسكان الصحارى، فهو شرف لنا، فالبدو هم الذين داسو بأقدامهم عرش كسرى وأسقطوا دولة الفرس وأطفؤوا نار المجوس، عليكم أن تفهموا أن أولئك البدو هم الذين خرجوا فرسانًا ومن جزيرتهم فاتحين البلدان من الأندلس غربًا إلى حدود الصين شرقاً، وسلمتم لهم طائعين، وأقاموا في بلدانكم أعظم حضارة عرفتها البشرية، فعن أي بدو تتحدثون أيها الشراذم؟

    لقد اختار الله سبحانه العرب أهل الجزيرة العربية الذين تصفونهم بالبدو، فجعل منهم الرسول صلى الله عليه وسلم، فهم عشيرته الأقربون، لا المجوس وعملاؤهم، بل إن الله كرم بلادنا بأن صارت قلب جزيرة العرب التي هي قلب العالم الإسلامي، واستجاب الله لدعاء نبيه إبراهيم عندما قال: (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)، فاستجاب الله لدعاء نبيه وفجّر أرضنا بالذهب الأسود الذي جعل ملايين البشر تهفو إليها لتنال من خيراتها، التي عمّت العالم كله، وأنتم أيها الأقزام في طليعتهم. ولا يفوتني أن أضيف على هذا ما قاله أحد الزملاء من أنّ "من يكيل لنا الشتائم اليوم في لبنان لا يستطيعون اختيار رئيس لدولتهم، ما لم نتوسط بين أحزابهم وطوائفهم، بل هم حتى أمور حياتهم لا يحسنون تدبيرها إلا إن تدخلنا لإسعافهم، فلولا أن قدمت السعودية - تحديداً - الدعم تلو الآخر لكانوا لا يمتلكون شروى نقير"!

    دولة تتحدث حكومتها عن النأي بالنفس في اليمن، وتنغمس أيدي بعض أعضائها في الدم السوري، وهي تردد العبارة ذاتها، بل ويبث تلفزيونها الرسمي حواراً طائفياً همجياً ضد دولة قدمت الكثير لهم، لكنهم يرفضون الاعتذار، ليس عن بذاءة حسن حزب اللات فدون ذلك ضياع لبنان كله بل احتلاله من قبل المجوس، الاعتذار كان عن نقل قناة رسمية حديثاً ليس من إنتاجها، ومع ذلك عجزوا عن الاعتذار الرسمي، لكن ينبغي علينا ألا نبالغ فيما نتوقعه من دولة يتآمر عليها حزب.
    الباطل صوته أعلى، وأبواقه اوسع، واكاذيبه لا تعد ولا تحصى، ولا يمكن ان تقف عند حد. فكيف اذا كان بعض ابطاله قد بات في نظر نفسه والعميان من حوله من انصاف آلهة.
Working...
X