حوار الأديان ليس للتطبيع
داود الشريان - الحياة
بعض الشخصيات اللبنانية الموالية لدمشق حاولت إيهام الرأي العام اللبناني والعربي بأن حضور إسرائيل لمؤتمر حوار الأديان الذي سيعقد تحت مظلة الامم المتحدة، وبدعوة من رئيس جمعيتها العامة في الفترة 12 و13 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري في نيويورك، هو بمثابة حوار بين السعودية واسرائيل. فجرى تضخيم دلالات هذا الحضور للرد على ما نال دمشق بعد انكشاف محادثاتها مع اسرائيل، وهي التي خوّنت بعض العرب، وقاطعت الفلسطينيين لسنوات من أجل أوسلو، لسبب بسيط هو ان المحادثات تمت من دون علمها، وربما بالغ بعضهم استناداً الى المثل الشعبي المصري «لا تعايرني ولا أعايرك، الهمّ طايلني وطايلك».
في أسف نقول لأصدقاء سورية في لبنان، إن الهمّ الذي طاول دمشق من وراء فتح حوار مع تل ابيب، بعد سنوات من «الممانعة والنضال» لم يصل الى الرياض بعد. ولا نعتقد بأنه سيصل الى السعودية على النحو الذي اصاب سورية. فالمقارنة هنا غير صحيحة، او مفتعلة. اذ ان الرياض سبق ان اعلنت موقفها في بيروت عبر المبادرة العربية، وهي ليست بحاجة الى الالتفاف او القفز على الموقف العربي الجماعي الذي عملت لسنوات من اجل انجاحه ولا تزال. فضلاً عن ان دعوة شخصيات اسرائيلية الى مؤتمر تنظمه الأمم المتحدة لا يعني فتح حوار مع اسرائيل، الا اذا كان الجلوس في قاعة المنظمة الدولية دليل على حوار وعلاقات حسنة بين كل الجالسين.
السفير السعودي في لبنان الدكتور عبدالعزيز خوجة تولى الرد على الذين اتهموا المملكة بتوجيه الدعوة لإسرائيل الى المشاركة في قمة حوار الأديان، وهو بحكم عمله ربما يكون ملزماً بالرد على أي اتهام يطاول بلده. لكن الذي نتمناه ان لا ينساق بعض المسؤولين السعوديين وراء محاولات تشويه هذا المؤتمر، وجره إلى ملفات السياسة والسلام، والتطبيع مع إسرائيل. فنقله من رحابة الحوار الحضاري والمشترك الإنساني الى ضيق المناكفات السياسية تقليل من دوره وعظم أهدافه. وحوار الأديان لم ينشأ كرد فعل على الصراع بين العرب وإسرائيل، ولن يكون وسيلة سياسية في ملف التطبيع. ولن يخوض في الصراعات والإشكالات السياسية التي تعانيها المنطقة، مهما كان ذلك مغرياً او مفيداً. فهو اكبر من المصالح السياسية، وعقده هذه المرة تحت مظلة الأمم المتحدة لا يعني تسييسه.
داود الشريان - الحياة
بعض الشخصيات اللبنانية الموالية لدمشق حاولت إيهام الرأي العام اللبناني والعربي بأن حضور إسرائيل لمؤتمر حوار الأديان الذي سيعقد تحت مظلة الامم المتحدة، وبدعوة من رئيس جمعيتها العامة في الفترة 12 و13 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري في نيويورك، هو بمثابة حوار بين السعودية واسرائيل. فجرى تضخيم دلالات هذا الحضور للرد على ما نال دمشق بعد انكشاف محادثاتها مع اسرائيل، وهي التي خوّنت بعض العرب، وقاطعت الفلسطينيين لسنوات من أجل أوسلو، لسبب بسيط هو ان المحادثات تمت من دون علمها، وربما بالغ بعضهم استناداً الى المثل الشعبي المصري «لا تعايرني ولا أعايرك، الهمّ طايلني وطايلك».
في أسف نقول لأصدقاء سورية في لبنان، إن الهمّ الذي طاول دمشق من وراء فتح حوار مع تل ابيب، بعد سنوات من «الممانعة والنضال» لم يصل الى الرياض بعد. ولا نعتقد بأنه سيصل الى السعودية على النحو الذي اصاب سورية. فالمقارنة هنا غير صحيحة، او مفتعلة. اذ ان الرياض سبق ان اعلنت موقفها في بيروت عبر المبادرة العربية، وهي ليست بحاجة الى الالتفاف او القفز على الموقف العربي الجماعي الذي عملت لسنوات من اجل انجاحه ولا تزال. فضلاً عن ان دعوة شخصيات اسرائيلية الى مؤتمر تنظمه الأمم المتحدة لا يعني فتح حوار مع اسرائيل، الا اذا كان الجلوس في قاعة المنظمة الدولية دليل على حوار وعلاقات حسنة بين كل الجالسين.
السفير السعودي في لبنان الدكتور عبدالعزيز خوجة تولى الرد على الذين اتهموا المملكة بتوجيه الدعوة لإسرائيل الى المشاركة في قمة حوار الأديان، وهو بحكم عمله ربما يكون ملزماً بالرد على أي اتهام يطاول بلده. لكن الذي نتمناه ان لا ينساق بعض المسؤولين السعوديين وراء محاولات تشويه هذا المؤتمر، وجره إلى ملفات السياسة والسلام، والتطبيع مع إسرائيل. فنقله من رحابة الحوار الحضاري والمشترك الإنساني الى ضيق المناكفات السياسية تقليل من دوره وعظم أهدافه. وحوار الأديان لم ينشأ كرد فعل على الصراع بين العرب وإسرائيل، ولن يكون وسيلة سياسية في ملف التطبيع. ولن يخوض في الصراعات والإشكالات السياسية التي تعانيها المنطقة، مهما كان ذلك مغرياً او مفيداً. فهو اكبر من المصالح السياسية، وعقده هذه المرة تحت مظلة الأمم المتحدة لا يعني تسييسه.