المطر يكمل الحكاية!؟
جريدة المدينة
الثلاثاء, 11 نوفمبر 2008
دلال إبراهيم زهران
اعتدنا أن نفرح بالمطر إن هطل ونشتاق لغيمة الأمل. وصرنا نصلي صلاة الاستسقاء عدة مرات إلى أن يكرمنا الله بالرحمات. فإذا أقبل المطر أردناه بضع زخات! وإلا أصابنا الفزع والوجل! فأرضنا لا تحتمل وشوارعنا لم تكتمل! ونحن نغرق في شبر ماء، فما حالنا إذا جرت أمطار غزيرة أو سيول!؟
تابعت الصحف الوضع عن كثب في كثير من المدن. تقول صحيفة الوئام أن الأمطار في الرياض كشفت المستور! فالسيارات تعطلت، وإشارات المرور توقفت! ومدارس مستأجرة أُغلقت! وتغيبت طالبات السنة التحضيرية بجامعة الرياض للبنات لتسرب المياه إلى المبنى الجديد! وانتشر في الانترنت فيديو تساقط المطر داخل قاعات جامعة الملك سعود في عليشة! واشتكى المواطنون من انقطاع الكهرباء والهاتف.
أما جدة فنصف ساعة أمطار قلبت الدنيا رأساً على عقب! تحولت الطرقات إلى بحيرات، وسقطت سيارات وشاحنات في حفر لتصدع الإسفلت! وحذَّر عضو المجلس البلدي بسام أخضر من أن الأمطار تهدد سد بحيرة المسك بالانهيار مما يعني كارثة لجميع أحياء جدة. ثم قال: ذهبتُ إلى البحيرة علّني أجد هناك فرقاً للإنقاذ والإخلاء إلا أنني لم أجد أحداً! وأضاف أن بحيرة بهذا الحجم تبعد عن جدة 15 كم يجب أن لا تحاط بسد ترابي يمكن أن ينهار في أية لحظة. وعلق مواطن كيف لنا أن ننام ومنازلنا قريبة من البحيرة! ولا أدري ماذا أفعل عند وقوع المصيبة!؟
تلك أخبار مدن كبيرة، فكيف حال مدن صغيرة جرفتها السيول كمحافظة عفيف؟ توقفت الدراسة وموتى و200 أسرة منكوبة، ومحافظها يقول لجريدة «الحياة»: الوضع مطمئن!؟
الكل يتساءل أين الميزانيات السخية التي أنفقتها الدولة على مشاريع تصريف مياه الأمطار والسيول؟! آلاف الملايين من الريالات والنتيجة فقط بحيرات تشفطها وايتات! ثم ما هذه التفرقة؟ فبعض الشوارع مخفية أو منسية وبعضها محظية! وأين المراقبة والغرامات 30 ألف ريال لمن يعبث بالطرقات؟! ها هي مشاريع الصرف الصحي في جدة تحفر أحياءً بكاملها وتردمها بعد عدة أشهر أي كلام! والآن هي مستنقعات ومرتع لحمى الضنك ومصيدة لسيارات المواطنين!؟
يا مسؤولون، نحن في القرن الواحد والعشرين! البنى التحتية لدينا صفر! لا صرف صحي ولا تصريف أمطار! والدول المجاورة عربية أو نامية تهطل الأمطار عليها أياماً متواصلة فلم تغرق ولم تُنفق مثلنا!؟
دلال إبراهيم زهران
[email protected]
جريدة المدينة
الثلاثاء, 11 نوفمبر 2008
دلال إبراهيم زهران
اعتدنا أن نفرح بالمطر إن هطل ونشتاق لغيمة الأمل. وصرنا نصلي صلاة الاستسقاء عدة مرات إلى أن يكرمنا الله بالرحمات. فإذا أقبل المطر أردناه بضع زخات! وإلا أصابنا الفزع والوجل! فأرضنا لا تحتمل وشوارعنا لم تكتمل! ونحن نغرق في شبر ماء، فما حالنا إذا جرت أمطار غزيرة أو سيول!؟
تابعت الصحف الوضع عن كثب في كثير من المدن. تقول صحيفة الوئام أن الأمطار في الرياض كشفت المستور! فالسيارات تعطلت، وإشارات المرور توقفت! ومدارس مستأجرة أُغلقت! وتغيبت طالبات السنة التحضيرية بجامعة الرياض للبنات لتسرب المياه إلى المبنى الجديد! وانتشر في الانترنت فيديو تساقط المطر داخل قاعات جامعة الملك سعود في عليشة! واشتكى المواطنون من انقطاع الكهرباء والهاتف.
أما جدة فنصف ساعة أمطار قلبت الدنيا رأساً على عقب! تحولت الطرقات إلى بحيرات، وسقطت سيارات وشاحنات في حفر لتصدع الإسفلت! وحذَّر عضو المجلس البلدي بسام أخضر من أن الأمطار تهدد سد بحيرة المسك بالانهيار مما يعني كارثة لجميع أحياء جدة. ثم قال: ذهبتُ إلى البحيرة علّني أجد هناك فرقاً للإنقاذ والإخلاء إلا أنني لم أجد أحداً! وأضاف أن بحيرة بهذا الحجم تبعد عن جدة 15 كم يجب أن لا تحاط بسد ترابي يمكن أن ينهار في أية لحظة. وعلق مواطن كيف لنا أن ننام ومنازلنا قريبة من البحيرة! ولا أدري ماذا أفعل عند وقوع المصيبة!؟
تلك أخبار مدن كبيرة، فكيف حال مدن صغيرة جرفتها السيول كمحافظة عفيف؟ توقفت الدراسة وموتى و200 أسرة منكوبة، ومحافظها يقول لجريدة «الحياة»: الوضع مطمئن!؟
الكل يتساءل أين الميزانيات السخية التي أنفقتها الدولة على مشاريع تصريف مياه الأمطار والسيول؟! آلاف الملايين من الريالات والنتيجة فقط بحيرات تشفطها وايتات! ثم ما هذه التفرقة؟ فبعض الشوارع مخفية أو منسية وبعضها محظية! وأين المراقبة والغرامات 30 ألف ريال لمن يعبث بالطرقات؟! ها هي مشاريع الصرف الصحي في جدة تحفر أحياءً بكاملها وتردمها بعد عدة أشهر أي كلام! والآن هي مستنقعات ومرتع لحمى الضنك ومصيدة لسيارات المواطنين!؟
يا مسؤولون، نحن في القرن الواحد والعشرين! البنى التحتية لدينا صفر! لا صرف صحي ولا تصريف أمطار! والدول المجاورة عربية أو نامية تهطل الأمطار عليها أياماً متواصلة فلم تغرق ولم تُنفق مثلنا!؟
دلال إبراهيم زهران
[email protected]
Comment