"الهيئة" تفوز في البولينج
الاقتصادية
إبراهيم محمد باداود - 14/11/1429هـ
[email protected]
اعتدنا أن نقرأ أخبار هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مرتبطة بأحداث القتل أو الفضائح أو القبض على بعض المخالفين في الأسواق أو المشتبه بهم في خلوات غير شرعية أو غيرها من القضايا الأخرى التي عادة ما يثار حولها نقاش حاد من قبل بعض فئات المجتمع ويقابلها دفاع مستميت من قبل مسؤولي الهيئة، والجديد اليوم هو أن الهيئة تسعى إلى تغيير الصورة التي عرفها الناس عنها وهذه مهمة ليست سهلة وتحتاج إلى وقت وجهد كبير جداً.
ومن الجهود التي سعت الهيئة أخيرا لها هو قيام بعض أعضاء فريقها بزيارة لأحد مراكز البولينج في مدينة جدة بعد صلاة المغرب، ويذكر الخبر أن مرتادي السوق فور رؤيتهم سيارة الهيئة بادروا بالابتعاد وهم يستعدون لحملة دهم (روتينية) متطلعين إلى معرفة حصيلة هذه (الكبسة) ومشاهدتهم وهم ينقادون إلى الجيب (المشهور).
غير أن أمل الجميع قد خاب، فقد ترجل أعضاء الهيئة وفي مقدمتهم بعض رؤساء المراكز ومديري الإدارات والابتسام يعلو وجوههم متوجهين إلى صالة البولينج، وخلال الزيارة قاموا بتبادل الأحاديث الودية مع الشباب الذين أجزم بأن الذهول كان على محياهم، ولم يكتف فريق الهيئة بالحديث مع الشباب، بل تجاوز الأمر طلبهم اللعب معهم، وفعلاً تم هذا الأمر وأقيمت مباراة ودية في البولينج بين فريق الهيئة والشباب انتهت بفوز فريق الهيئة، الذي انتهز هذه الفرصة ليقدم محاضرة حول يسر هذا الدين وأهمية الرياضة، مشيراً إلى أن دراسة (محايدة) أعدتها أخيرا جامعة الأمام محمد بن سعود بمشاركة باحثين من الهيئة تفيد أن 97 في المائة من المجتمع المدني في جدة يؤيد عمل الهيئة.
ولا شك أن هذه المبادرة التي قامت بها الهيئة وهذا التواصل أمر محمود إذ إن القيم والمبادئ التي تحرص الهيئة على نشرها أو تحفيز الناس على المحافظة عليها هي قيم سامية يتفق عليها معظم المجتمع، غير أن الخلاف – إن وجد – يبقى في الأسلوب والطريقة التي يتم استخدامها لهذا الغرض.
وكما يكون هناك نقد حاد يصل إلى الهجوم من بعض الأساليب غير المناسبة التي تصدر من بعض منسوبي الهيئة، فمن الإنصاف أن تكون هناك إشادة وتقدير بالأساليب الإيجابية والمبادرات الحسنة التي تقدم من الهيئة أيضاً، فنحن في أمس الحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى أن نجد نقاط الالتقاء وأن نشجع المبادرات التي تهتم بهذا الأمر وأن نحفز الآخرين على أن يعملوا على توفير كل سبل النجاح لها .
إن النسبة التي ذكرت في حديث مسؤول الهيئة التي تفيد أن 97 في المائة من المجتمع تؤيد عمل الهيئة هي نسبة لا أعتقد أن هناك شكا فيها من حيث تأييد المبادئ التي تنادي بها الهيئة التي تركز على نشر الخير والصلاح ومنع الشر والفساد، فمجتمعنا ولله الحمد مجتمع إسلامي يحرص على الخير ويرفض الشر وأبناء هذا المجتمع نشأوا على التمسك بالدين والحرص على شعائر الإسلام ، ولكن النسبة التي تمنيت أن تعلن هي تأييد الناس للأساليب التي تسلكها الهيئة في تطبيق هذه المبادئ ونشرها بين الناس، ولذلك فإن مثل هذه المبادرة هي من الأساليب الإيجابية التي يجب أن نسعى لزيادتها وتنويعها باستمرار لضمان وجود علاقة إيجابية بين هذا الجهاز وباقي أفراد المجتمع .
إن للإعلام دورا مهما ورئيسيا في تطوير هذه العلاقة من خلال ما ينشر من أخبار لهذا الجهاز، وأعتقد أنه من الضروري أن يساهم الإعلام بشكل إيجابي في هذا الأمر فالهدف واضح ونبيل والكل يرغب في الحفاظ على الهوية الإسلامية لهذا الوطن المعطاء ويبقى الاختلاف على الأسلوب الذي كثيراً ما يخضع للاجتهادات البشرية التي قد تكون صائبة أو خاطئة.