ازهدوا في مساكن الدنيا
د. حمود أبوطالب - المدينة
لم أكن أود تكدير يوم الإجازة بإعادة الحديث عن مشكلة «السكن» لولا أن تقريرا في الصفحة 21 من عدد يوم الأحد 9 نوفمبر لصحيفة الوطن أثارني بشكل لم يجعلني قادرا على مقاومة استفزازه الذي دفعني قسرا للكتابة عنه.
لن أتوقف عند بعض معلومات التقرير التي لم يعد أحد يجهلها، كالتي تقول إن 22% فقط من المواطنين السعوديين يملكون مسكنا، أو التي توضح الأسباب العديدة المزمنة التي جعلت امتلاك مسكن خاص حلما غير ممكن.. سوف أركز فقط على المعلومة التي تفيد أن 55% من المواطنين لا يستطيعون تملك مسكن دون مساعدة مالية.. حسنا ، ما المهم في هذه المعلومة؟؟
المهم أن هذه المساعدة المالية لن يحصل عليها المواطن إلا من قروض التمويل العقاري في البنوك التجارية لعدم وجود منافذ تمويلية متخصصة غيرها.. بيد أن الأهم هو ما قاله خبراء الاقتصاد والتمويل بأن نسبة فوائد قروض التمويل العقاري في البنوك السعودية أكثر ارتفاعا من غيرها في السوق العالمية (4.5 - 7%) وحين يضطر المواطن للقبول بها لأنها الحل الوحيد فإن المستقبل ينذر بكوارث ماحقة لا يعلم عواقبها إلا الله.
في زاوية صغيرة من صفحة التقرير يوجد جدول يوضح نسبة الفوائد على قروض التمويل العقاري في عدد من بنوك المملكة، وعليكم بضبط النفس قبل البدء في قراءة نماذج منه:
* قرض بمبلغ 330 ألف ريال على فترة 20 سنة سوف يكون سداده بمبلغ 768 ألف ريال.
* قرض بمبلغ 500 ألف ريال على فترة 20 عاما سوف يكون سداده بمبلغ 960 ألف ريال.
لا أستطيع إتلاف أعصابكم بمزيد من الأمثلة، ومن يستطيع التحمل عليه الرجوع إلى عدد الصحيفة.. كما أنه من نافلة القول بأنه رغم قبول المقترض بهذا الوضع الجائر إلا أن البنك يمعن في امتهانه وإذلاله بلائحة طويلة من الطلبات والشروط التي يجب عليه استيفاؤها قبل قبول طلبه، ورغم ضمان تحويل مرتبه، وكأنه مختلس أو متحايل، علما أن المنزل ليس منزله وإنما منزل البنك حتى إشعار آخر بعد زمن طويل.
كل هذا يحدث وبنوكنا تفاخر بوجود هيئات شرعية فيها، وتؤكد أن كل تعاملاتها وفق الشريعة الإسلامية.
وكل هذا يحدث والجهات المعنية بمراقبة تعاملات البنوك لا تحرك ساكنا.
لك الله يا مواطن.. وعليك بالدعاء أن يعوضك الله مسكنا في الآخرة.
د. حمود أبوطالب - المدينة
لم أكن أود تكدير يوم الإجازة بإعادة الحديث عن مشكلة «السكن» لولا أن تقريرا في الصفحة 21 من عدد يوم الأحد 9 نوفمبر لصحيفة الوطن أثارني بشكل لم يجعلني قادرا على مقاومة استفزازه الذي دفعني قسرا للكتابة عنه.
لن أتوقف عند بعض معلومات التقرير التي لم يعد أحد يجهلها، كالتي تقول إن 22% فقط من المواطنين السعوديين يملكون مسكنا، أو التي توضح الأسباب العديدة المزمنة التي جعلت امتلاك مسكن خاص حلما غير ممكن.. سوف أركز فقط على المعلومة التي تفيد أن 55% من المواطنين لا يستطيعون تملك مسكن دون مساعدة مالية.. حسنا ، ما المهم في هذه المعلومة؟؟
المهم أن هذه المساعدة المالية لن يحصل عليها المواطن إلا من قروض التمويل العقاري في البنوك التجارية لعدم وجود منافذ تمويلية متخصصة غيرها.. بيد أن الأهم هو ما قاله خبراء الاقتصاد والتمويل بأن نسبة فوائد قروض التمويل العقاري في البنوك السعودية أكثر ارتفاعا من غيرها في السوق العالمية (4.5 - 7%) وحين يضطر المواطن للقبول بها لأنها الحل الوحيد فإن المستقبل ينذر بكوارث ماحقة لا يعلم عواقبها إلا الله.
في زاوية صغيرة من صفحة التقرير يوجد جدول يوضح نسبة الفوائد على قروض التمويل العقاري في عدد من بنوك المملكة، وعليكم بضبط النفس قبل البدء في قراءة نماذج منه:
* قرض بمبلغ 330 ألف ريال على فترة 20 سنة سوف يكون سداده بمبلغ 768 ألف ريال.
* قرض بمبلغ 500 ألف ريال على فترة 20 عاما سوف يكون سداده بمبلغ 960 ألف ريال.
لا أستطيع إتلاف أعصابكم بمزيد من الأمثلة، ومن يستطيع التحمل عليه الرجوع إلى عدد الصحيفة.. كما أنه من نافلة القول بأنه رغم قبول المقترض بهذا الوضع الجائر إلا أن البنك يمعن في امتهانه وإذلاله بلائحة طويلة من الطلبات والشروط التي يجب عليه استيفاؤها قبل قبول طلبه، ورغم ضمان تحويل مرتبه، وكأنه مختلس أو متحايل، علما أن المنزل ليس منزله وإنما منزل البنك حتى إشعار آخر بعد زمن طويل.
كل هذا يحدث وبنوكنا تفاخر بوجود هيئات شرعية فيها، وتؤكد أن كل تعاملاتها وفق الشريعة الإسلامية.
وكل هذا يحدث والجهات المعنية بمراقبة تعاملات البنوك لا تحرك ساكنا.
لك الله يا مواطن.. وعليك بالدعاء أن يعوضك الله مسكنا في الآخرة.
Comment