ضمير الوزارة
الوطن
علي مكي
لستُ وزير التربية والتعليم، ولا سيادة نائبه. قلتها لهم سابقاً وأقولها اليوم على رؤوس الأشهاد لكل هؤلاء الشاكين من معلمي قطاعات صبيا الذين تدافعوا إليَّ و(تداحشوا) على باب هذه الزاوية يطلبون الإنصاف من (عجرفة) مرجعيتهم الإدارية. ثلة (تدَّعي) قائلة إنه مهما كان التقصير الذي تم ضبطه في أدائهم لا يبيح للمسؤول أن يهينهم بكلمات خارجة عن حدود اللياقة والأدب. وآخرون يزعمون أن المسؤول (طبَّ) عليهم بغتة في مدرستهم وبعد البحث و(الدعبسة) لم يجد بغيته في أدنى خلل يشوه انضباطهم فطلب منهم أن يقسموا على المصحف أنهم لم يتغيبوا أو يتأخروا يوماً.
أقول لهؤلاء وغيرهم (مالي خص) أيْ (مليش دعوة) بمثل هذه القضايا الشخصية، سواء كنتم صادقين أم غير ذلك، فلديكم جهة تتبعون إليها جميعا وبإمكانكم بث شكواكم إليها إن أردتم. قد أكون كاتبا حرا، لكني لا أتناول هذا النوع من القضايا ولا أتبناه ولا أعلق عليه أبداً. ربما، حين كتبتُ مرتين متتابعتين عن أحداث تتعلق بذات مرجعكم "تعليم صبيا"، التبس عليكم الأمر، في حين أن قضيتي غير قضيتكم. حضراتكم تشتكون شخصاً أيْ أنكم ضد شخص، فيما المُوَقِّع أعلاه أشعل النور على منطقة معتمة في محيطه التربوي والتعليمي كي تنكشف (حوستها) أمام المعنيين لعلهم يباشرون في إصلاح عثراتها ولخبطاتها، هذا يعني أنني ضد (سلبيات) ليس ذنبي أن تكون مرتبطة بأداء مسؤول (ما). قضيتي هي هذه الفوضى المستشرية في تربية وتعليم عشرات الآلاف من أبنائنا ومئات المدارس في واحد من أكبر القطاعات التعليمية في جنوب وطني. فالفوضى هناك (آخذة راحتها) على الآخر، تمد معاولها وتضرب بقوة، دون حسيب أو رقيب، نظام وأركان العملية التعليمية وتدك أساساتها دكاً دكا. منذ أيام بدأ الشهر الثاني من العام الدراسي الجديد، وقد تبدأ إجازة الحج بعد أسبوعين، وكثير من مدارسنا لا تزال، حتى هذه اللحظة (حايسة) في تنظيم جداولها الدراسية، بل هناك مواد بعينها لم تدرس بسبب تخبطات الإدارة التي أصدرت قبل يومين، قراراً (شفهياً)!! بتشكيل لجنة من بعض مديري المدارس تعمل على سد عجز قطاعاتهم من المعلمين. أليست هذه فوضى وحالاً (مايلة) لا ضحية لها سوى الطلاب وتحصيلهم الدراسي والمعرفي؟ كون الإدارة ومعها بعض إدارات المدارس التابعة لها مشغولين بالإنترنت ومنتدياته صباحاً ومساء (دوام متصل) للدفاع عن مسؤول ما وتقديم فروض الولاء وقرابين الطاعة لسعادته وتسفيه كل نقد وناقد يطال عمله!!، أما التربية والتعليم ومصلحة آلاف الطلاب، فليذهب كل ذلك إلى الجحيم! وهو الجحيم الذي لن تستطيع الكلمات ولا المقالات انتشالهم من براثنه وإنقاذ مستقبلهم من حممه التي تغلي بالفوضى والمحسوبية واللامبالاة، فالحل الجذري العاجل لا يملكه غير (ضمير) وزارة التربية والتعليم إذا كان في كامل يقظته وعافيته وعدله.