Tweet
أطفال نسيتموهم!
الاقتصادية
عبدالله صايل
لا أرخص من الوجع!
فالألم وتبعاته من أبخس السلع التي يستطيع أي منا الاتجار فيها. وما لا يعلمه البعض... هو أنهم موجعون لصغار لا حول لهم ولا قوة! ولا فرق هنا بين عامد.. و"مستصدف" طالما أن الحضور يشكل جوقة من مكلفين.. عين "عدل"!!
كنا قد تعرضنا في "الاقتصادية" من خلال صفحة "احتياجات التوحديين"، العام الماضي، إلى حال معهد التربية الفكرية بشرق الرياض، وما آل إليه المبنى من ترد في البنية والمرافق، واستعرضنا معكم بالصورة وضع المسابح والملاعب التي أصبحت مساكن لحمام النخيل صباحاً.. وربما للغربان ليلاً!
اليوم يتصل عدد من أولياء الأمور شاكين من تغييب إدارة برامج التربية الخاصة إخصائي النطق والتواصل الوحيد بالمعهد، وفوجئ أولياء الأمور بأن المعلم المختص تم نقله إلى معهد آخر في مكة المكرمة وأن أطفالهم بلا عنصر يعتبره العارفون أهم عامل في إنجاح المعادلة التربوية لحالات صعوبات التعلم، كيف لا وهو الأدرى بالمفاتيح ودروب التقارب مع كل حالة وبكل قدرة؟!
لا أجد اليوم ما أفسر به ضيقي، ولا أدري كيف يمكن لنا أن نصور ما تعانيه برامج التربية الخاصة من تخبط لن يستطيع معه الطفل التوحدي، أو غيره من أولي العناء، أن يجد ما يتكئ عليه ولو لأعوام قصيرة. سأختصر على القارئ الكريم، وأسأل: من منا سمع عن أي قرار حيوي يخص حالات صعوبات التعليم وقد تم تفعيله إن عاجلاً أو آجلاً؟
لا أرى في الحشد من هو قادر على الإجابة!
ترى، ألم تسأل وزارة التربية وإدارتها المتخصصة في التربية الخاصة ولجانها من التربويين الأفاضل أنفسهم قائلين: "لحظة، كيف سيتم تطبيق الخطط التربوية إذا كان إخصائي النطق والتواصل غير موجود أصلاً؟ و"كيف سننسى أن هناك عاماً دراسياً كاملاً سوف يمر دون أن يستفيد أطفال مستودعون كأمانة أي فائدة تذكر؟ و"كيف سنخفف عن الأمهات وجع خيبات الأمل وتتابعها؟ و"كيف سنفسر لكل أب متلهف بسؤال الصبح القائل: (بشروا.. وشلون الولد؟)" أن التعليم هنا لا لون له... سيما أنه من المهم أن تتذكروا أن الركون إلى الظلال يتجاوز الرمادية.. إلى السواد!