من قتل الحمار؟
داود الشريان - الحياة
يقود بعض الفضائيات والصحف المصرية حملة شرسة ضد السعودية وشعبها وقوانينها وقضائها، بسبب صدور أحكام بالجلد والسجن على طبيبين مصريين دينا بالاتجار بالمخدرات، وهتك عرض مريضات من دون علمهن. وخلال الايام الماضية تجاوزت الحملة الصحف والفضائيات فوصلت الى نقابات ومشايخ، ما اضطر السفارة السعودية الى تحذير رعاياها واصدار بيان لتوضيح المعلومات التي جرى تشويهها.
الحملة التي يتبناها بعض الاعلام المصري ليست الاولى، فكلنا يتذكر قصة المدرس المصري، وقبل شهور جرى تضخيم حادث سيارة وقع في وسط القاهرة لمجرد ان السائق مواطنة سعودية. بل ان احد الاخوة المصريين يروي حكاية غريبة، فيقول إنه قبل سنوات وقف مواطن سعودي ينتظر سيارة إجرة، فمرت سيارة مسرعة، وحين لمح سائقها الثوب، انحرف بها بقوة فارتطم بعربة يجرها حمار فتحطمت «الكرتة» ومات الحمار. وتجمهر الناس حول السعودي واتهموه بقتل الحمار، فهو الذي اوقف سيارة الاجرة عنوة، وبالفعل رضخ المواطن السعودي للابتزاز ودفع مبلغا لصاحب الحمار الميت للخلاص من الموقف.
الاعلام المصري ليس الوحيد الذي يفزع لنصرة مواطنه حتى لو كان ظالما. فقبل سنوات تعرضت السعودية لحملة شرسة من الصحافة البريطانية بسبب صدور احكام على ممرضتين دينتا بقتل زميلة لهما وسرقة أموالها بعد سهرة سكر. ونجحت الصحافة البريطانية في تحقيق هدفها، وسيستمر هذا الابتزاز للقضاء السعودي طالما استمرت الحساسية السعودية المفرطة من اعلام الآخرين، فضلاً عن ان الاعلام المصري يستغل هذه القضايا لتصفية حسابات سياسية أو عقائدية كما يقول الكاتب المصري جمال سلطان.
لا شك في ان مجاراة هذه الحملة ليست الحل، ولا التجني على المصريين شعباً وحكومة، كما يفعل بعض الكتاب المصريين الذين يطلقون العنان لأقلامهم بكل ما هو بذيء ضد السعودية، حكومة وشعبا، كلما وقع حمار في الترعة. ففي السعودية قرابة مليون مصري، وينبغي عدم إلحاق الضرر بهم بسبب حماقة بعض الصحافيين، كما ان العلاقة بين البلدين يجب ألا تكون رهينة الابتزاز الاعلامي. فالحل هو تجاهل هذا النزق، وإبطال هذا النوع من الحملات، ليس له علاج سوى التجاهل، فضلاً عن انهم في الغالب يعملون في وسائل هامشية، والدخول في سجال معهم تضخيم لدورهم الذي لا يستحق كل هذا الاهتمام.
داود الشريان - الحياة
يقود بعض الفضائيات والصحف المصرية حملة شرسة ضد السعودية وشعبها وقوانينها وقضائها، بسبب صدور أحكام بالجلد والسجن على طبيبين مصريين دينا بالاتجار بالمخدرات، وهتك عرض مريضات من دون علمهن. وخلال الايام الماضية تجاوزت الحملة الصحف والفضائيات فوصلت الى نقابات ومشايخ، ما اضطر السفارة السعودية الى تحذير رعاياها واصدار بيان لتوضيح المعلومات التي جرى تشويهها.
الحملة التي يتبناها بعض الاعلام المصري ليست الاولى، فكلنا يتذكر قصة المدرس المصري، وقبل شهور جرى تضخيم حادث سيارة وقع في وسط القاهرة لمجرد ان السائق مواطنة سعودية. بل ان احد الاخوة المصريين يروي حكاية غريبة، فيقول إنه قبل سنوات وقف مواطن سعودي ينتظر سيارة إجرة، فمرت سيارة مسرعة، وحين لمح سائقها الثوب، انحرف بها بقوة فارتطم بعربة يجرها حمار فتحطمت «الكرتة» ومات الحمار. وتجمهر الناس حول السعودي واتهموه بقتل الحمار، فهو الذي اوقف سيارة الاجرة عنوة، وبالفعل رضخ المواطن السعودي للابتزاز ودفع مبلغا لصاحب الحمار الميت للخلاص من الموقف.
الاعلام المصري ليس الوحيد الذي يفزع لنصرة مواطنه حتى لو كان ظالما. فقبل سنوات تعرضت السعودية لحملة شرسة من الصحافة البريطانية بسبب صدور احكام على ممرضتين دينتا بقتل زميلة لهما وسرقة أموالها بعد سهرة سكر. ونجحت الصحافة البريطانية في تحقيق هدفها، وسيستمر هذا الابتزاز للقضاء السعودي طالما استمرت الحساسية السعودية المفرطة من اعلام الآخرين، فضلاً عن ان الاعلام المصري يستغل هذه القضايا لتصفية حسابات سياسية أو عقائدية كما يقول الكاتب المصري جمال سلطان.
لا شك في ان مجاراة هذه الحملة ليست الحل، ولا التجني على المصريين شعباً وحكومة، كما يفعل بعض الكتاب المصريين الذين يطلقون العنان لأقلامهم بكل ما هو بذيء ضد السعودية، حكومة وشعبا، كلما وقع حمار في الترعة. ففي السعودية قرابة مليون مصري، وينبغي عدم إلحاق الضرر بهم بسبب حماقة بعض الصحافيين، كما ان العلاقة بين البلدين يجب ألا تكون رهينة الابتزاز الاعلامي. فالحل هو تجاهل هذا النزق، وإبطال هذا النوع من الحملات، ليس له علاج سوى التجاهل، فضلاً عن انهم في الغالب يعملون في وسائل هامشية، والدخول في سجال معهم تضخيم لدورهم الذي لا يستحق كل هذا الاهتمام.