Announcement

Collapse
No announcement yet.

الكونت.. مبتز!

Collapse
X
 
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الكونت.. مبتز!

    الكونت.. مبتز!


    عبدالعزيز السويد - الحياة


    تحول ما يسمى بالكنترول في قنوات فضائية تعيش على رسائل المشاهدات والمشاهدين إلى مركز قوة ونصب واستغلال معلومات، لأجل تقديم بث رسالة أو تكرارها. وفي خبر "الحياة" يوم الأربعاء عن ابتزاز موظف في قناة - لم يذكر اسمها - يعمل في مركز تحكم "كنترول" تلك الرسائل، استغل هذا الموظف امرأة ساذجة أو «فاضية»، فحصل على صورتها ثم طالبها بمبالغ مالية وإلا؟ والخبر المنشور مقتضب، لم يذكر اسم القناة، وهي المعني الأول بالقضية، إذ تم كل ذاك من خلال أجهزتها وتحت غطاء اسمها وإدارتها، بما يعني مسؤوليتها القانونية عنه.

    وربما يكون عدم التصريح ذاك من المصدر "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، لكن واجب الصحافي الغوص والسؤال وعدم الاكتفاء ببيانات مقتضبة تبتر القصة الصحافية، فلا يتحقق الهدف كاملاً، وإذا كانت الهيئة تأكدت من القضية لاسيما أنها - كما ذكرت - نصبت "كميناً محكماً" للمشتبه به ثم قبضت عليه فمن الأولى أن تعلن اسم القناة وتخبرنا: هل رفعت قضية على إدارتها؟

    إذا كنا سنواجه قضايا مثل تلك بهذه الصورة الفردية والمبهمة فلن نتقدم الخطوات المطلوبة، لأن تجذير الوعي لا يتجزأ بل يتم ترسيخه بالتأكيد، أيضاً، على المسؤولية القانونية لكل رب عمل او منشأة عمّا يدور في منشأته، وبيانات الهيئة المماثلة، يفترض أن المقصود بها الإشارة إلى جهودها مع توعية أفراد المجتمع بما يحدث من حالات ابتزاز واستغلال تطاول في الغالب النساء والأطفال، هذه البيانات مع عدم الوضوح ذاك تصبح مثل لغز لا يمسك بطرف حله سوى الهيئة، وهو أمر لا يستقيم مع هدف التوعية والردع.

    الكنترول، في قنوات الفضاء يتحكم بمرور الرسائل والتبكير أو التأخير ببثها وتكرارها، لهذا تجد بعض المرسلين يدللون هذا الكنترول برسائل هي أصلاً عمود وقوف القناة على رجلها "لا أرى لها سوى رجل واحدة!"، بعضهم يسميه "الكونت"، وخذ من أوصاف المديح والتبجيل لسعادته، ولو انقطعت الرسائل لطرد من وظيفته، مع العلم أن منهم من يزيف رسائل لجلب اكبر عدد من السذج.

    النشر في قضايا النصب والخديعة والابتزاز وحتى السرقة، يركز فيه على الأفراد غالباً ولا يشار إلى الجهات او الإدارات التي يعملون تحت إشرافها وحدثت الوقائع داخل مبانيها! وهو ما يدعو إلى التخمين بأن الأمر سيبقى على ما هو عليه، ومعه افتراض ان هناك حالات مماثلة لم يجرؤ ضحاياها على رفع الشكوى لطلب المساعدة.

    الواقع العام، استناداً إلى ما يبث من رسائل في بعض قنوات فضائية، يشوه أخلاقيات ملاكها ومن يشرف عليها. كان التخويف من الغرب وويلات ستأتي منه، وإذا بأناس من بين ظهرانينا أشد منه وأنكى بل ثبت لنا أنه أكثر نظافة منهم؟
    الباطل صوته أعلى، وأبواقه اوسع، واكاذيبه لا تعد ولا تحصى، ولا يمكن ان تقف عند حد. فكيف اذا كان بعض ابطاله قد بات في نظر نفسه والعميان من حوله من انصاف آلهة.
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎