Announcement

Collapse
No announcement yet.

«تطبيب» الخواطر

Collapse
X
 
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • «تطبيب» الخواطر

    «تطبيب» الخواطر



    محمد اليامي - الحياة



    إعلانان مدفوعان في صحيفتين مختلفتين الاسبوع الماضي، كلاهما طبيب، الأول للطفلة هند الحربي تشكر في لغة انسانية وعاطفة بريئة الطبيب عبدالله الثنيان او لعله محمد عبدالله الثنيان وإحدى زميلاته في مستشفى الحرس الوطني بالرياض عاملاها كإنسانة قبل ان يعاملانها كمريضة، عانت لسنوات من حروق متقدمة في جسدها الغض، والاعلان الثاني لمنسوبي ومنسوبات احد المستوصفات الأهلية من الاخوة الاعزاء المصريين يفندون مزاعم اعلامية طاولت البلد كلها حول معاملة الاطباء في القطاع الخاص من اجل طبيبين تم تجريمهما بحكم قضائي معلن وفي محاكمة واضحة.

    الاعلان الاول أخذني لاستعراض اطباء يتمتعون بحس انساني راق وفهم حقيقي لطبيعة مهنتهم التي تتعامل مع البشر سواء كانوا مهمين ام معدمين، مؤمن عليهم طبياً، او على باب الكريم، متعلمين و«كلاس» او جهلة و«عرابجة»، وأذكر منهم من تجارب معاشة الدكتور يحيى المسرحي، والدكتور عبدالله الفراج من الجيل الجديد، ومن المخضرمين لا يزال يذكر الكثيرون الدكتور صالح الحارثي مدير الوحدة الصحية المدرسية في الطائف سابقاً وأحد اوائل الاطباء السعوديين الذين درسوا في الخارج قبل انشاء كليات الطب في المملكة، وكيف أمضى جلّ حياته المهنية كطبيب ومدير في تأسيس ثقافة صحية مدرسية حرمته كثيراً من المناصب العليا في الوزارة، ولعل الأمثلة كثيرة لكن الشاهد ان النماذج الطيبة تتعامل مع المرضى كمرضى اولاً، يحق لهم معرفة عللهم، ووسائل علاجها، بشرح وافٍ، وليس فقط مجرد التخمين او التشكيك او المبادرة بالسؤال عن حجم التغطية التأمينية الذي سيحدد طول وعرض وصفة العلاج، والغريب انه يحدد وسائل التشخيص المساعدة من اشعة او «اشاعة» كما يحب كبار السن تسميتها، او فحوصات مخبرية.

    الاعلان الثاني، وقضيته شائكة، والجماعة الموجه لهم حساسيتهم عالية، لكن فقط دفعني للتساؤل عن دور الاخوة الاعلاميين من مصر الشقيقة المراسلين لصحفهم واذاعاتهم والعاملين في شتى وسائل الاعلام السعودية في تبني مثل هذا الايضاح، وبعد ان دفعني التساؤل و«طحت» انتبهت ايضاً الى ان قرار منع «تصدير» الاطباء يتحدث عن الاطباء الجدد، ولا أدري لماذا ألح علي الحاحاً شديداً المثل المصري «الشقيق» القائل «بركة يا جامع». فكل هذا الضجيج من اجل الاطباء الجدد، وانا «يحووول» كنت أظنهم عباقرة القصر العيني، وعين شمس من اصحاب الخبرات، لكن جزاهم الله خيراً فقد كشفوا لنا كيف ان المستوصفات الخاصة المملوكة لمواطنين بعضهم اقترض اموالها من الحكومة عندما تطلب الاطباء السعوديين تطالبهم بخبرات، وعندما تستقدم، تمنح الخبرات ممثلة في اجسادنا وابنائنا وعائلاتنا يتعلمون فيها الطب، كما يتعلم الحلاق صنعته في رؤوس الايتام.

    السؤال الذي لم يلح، لكن يمكن «يكبر في دماغي» ويبدأ في الالحاح قريباً، لماذا لا تلزم وزارة الصحة المستوصفات الاهلية بتعيين الاطباء السعوديين، كما بدأت وزارة التعليم في إلزام المدارس الخاصة بتعيين المعلمين السعوديين، ونحن الآن نتوسع في الجامعات وكليات الطب وربما عانينا قريباً من بطالتهم ان لم نكن فعلنا ولم ندرِ بعد.

    الباطل صوته أعلى، وأبواقه اوسع، واكاذيبه لا تعد ولا تحصى، ولا يمكن ان تقف عند حد. فكيف اذا كان بعض ابطاله قد بات في نظر نفسه والعميان من حوله من انصاف آلهة.
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎