Tweet
برنامج الأمان الأسري الوطني
الاقتصادية
عبد الله باجبير
مرّ علينا حين من الوقت كنا نتصور ونصور أننا مجتمع من الملائكة الأطهار الأبرار.. لا خطايا ولا أخطاء ولا جرائم ولا حوادث ولا عنف ولا اعتداء، وصدقنا أنفسنا حتى ظهر الوجه الآخر لمجتمع الملائكة المزعوم، الوجه الحقيقي للحياة، وهو وجه لا نعتذر عنه، ولا نتبرأ منه لأننا ببساطة جزء من هذا العالم، نؤثر ونتأثر .. وربما نكون أفضل جزء فيه، فليس عندنا مافيا، وليس عندنا مراكز للدعارة، وليس عندنا شبكات لتوريد الخطايا، كما يحدث في بقية أنحاء المعمورة.
لكننا نعاني فعلا العنف الأسري، ولا بأس أن نعانيه على أن نكشف حقيقته، فبداية كل علاج هو التشخيص .. وكما تقول الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز "لسنا نتخوف من إعلان الإحصاءات والأرقام، ولسنا خائفين من إعلان نتائج دراسة التصدي لهذه الظاهرة".
لقد وضعت سمو الأميرة يدها على حقيقة الأمر .. إننا في حاجة إلى أن ندرس ونحصي ونعلن .. لا خجل ولا تخوف من أن نقول الحقيقة بما لها وبما عليها، إننا لسنا مجتمع ملائكة، نحن بشر يسري علينا ما يسري على غيرنا من قضايا اجتماعية واقتصادية.
لقد أوضحت الأميرة أخطر ما في ظاهرة العنف وهو وفيات الأطفال، لقد ارتفعت نسبة وفيات الأطفال بسبب العنف المنزلي إلى 50 في المائة، وتصور أن يضرب الأب ابنه الطفل على رأسه فيقتله، ولا تتم محاسبة هذا الأب فعادة ما تقفلها الأسرة أو يظل السر بين الجدران .. وهذا يسري على جميع أنواع العنف المنزلي .. فالزوجة التي هي في الأغلب ضحية الزوج القاسي تتحمل في صبر ما يجري لها، بدلا من الإبلاغ عنه والجري في أقسام الشرطة وردهات المحاكم.
الحل فعلا في برنامج الأمان الأسري الوطني – ولكن كما تقول الأميرة عادلة ليست المشكلة في تخصيص ميزانية لهذا البرنامج .. الأهم هو تنمية الوعي الاجتماعي داخل الأسرة .. وكيفية قيام روابط أسرية صحية وصحيحة تخلو من العنف وتقوم على المودة والرحمة والترابط.
يقول الدكتور محمد الضويلع المدير العام للعمليات الطبية في "أرامكو" إن الازدياد الملحوظ في إهمال وإساءة معاملة الأطفال مؤشر لوجود خلل في المجتمع لا بد من تكاتف جميع الجهات المعنية لإصلاحه.
إننا في حاجة إلى مواجهة الحقيقة مهما كانت مرة .. ولسنا خائفين من إعلانها كما قالت سمو الأميرة. وللحديث بقية بعد غد بإذن الله.