فينا الخير
سوزان المشهدي - الحياة
أثبت الشبان والشابات الذين نتهمهم دائماً باللامبالاة والإهمال بأن الخير فيهم «مختبئ» خيراً بكراً كامناً، كان فقط يحتاج إلى أجندة واعية وبرامج مدروسة تستوعبه وتحاكي اهتمامهم وتحفز فيهم الهمم وحب الخير والعمل. حلقة عامل النظافة «حلقة رائعة بكل المقاييس»، حلقه أثبتت أن شبابنا فقط يحتاجون لتقريب الفكرة بالممارسة والرؤية والتجربة، وأكبرت جداً الشاب الرائع الذي ما أن استفز «لمصافحة العم نور» حتى أنكفأ يقبل يديه، تعبيراً عن الشكر والعرفان، وتعبيراً عن روح جميلة تسكن داخل صدره الصغير.
لم أستغرب حقيقة عندما وجدت أن المحاضرة التي كانت باسم «لو كان بيننا»، التي كان من المقرر لها أن تكون في الغرفة التجارية التي امتلأت عن آخرها قبل المحاضرة بساعات عدة. هذا الجمع الغفير من الشابات والشبان يبشر بألف خير، واجتماعهم بهذه الصورة وبهذا العدد يدل على معانٍ جميلة بأن قلوبهم تتشوق للخير وللمعرفة، ويدلل أيضاً على أن هذا الشاب خاطبهم عن طريق قلوبهم. تغيير السلوك يتطلب تغيير الأفكار، وتغيير الأفكار يتطلب مخاطبة العقل الواعي والدخول إلى مداخل النفس بهدوء. تغيير السلوك يتطلب التحاور والنقاش واستفزاز النفس لتفكر حتى تتمكن من عقد النية، ووضع خطط مجدولة للتخلص من السلوكيات غير المطلوبة.
أعجبني جداً هذا الجمع، حتى وإن كنت لم أتمكن من الدخول إلى المحاضرة بسبب الزحام الشديد، أعجبتني جداً الفكرة الرائعة التي عُرِض جزء منها في إحدى الحلقات، والفتاة التي أبكتنا عندما عجزت أن تتخيل مجرد تخيل، ماذا لو تمكنت من مقابلة حبيب الله وسيد الخلق أجمعين لدقائق، وماذا كانت ستقول له؟
أذهلني أحمد الشقيري عندما شرح صفة رائعة في الرسول «صلى الله عليه وسلم» عن «رحمته» التي غابت حتى إشعار آخر، خصوصاً في التعامل مع الشبان والشابات المخطئين أو المخطئات الذين يعاقبون بعقوبات لا تتناسب مع أخطائهم المتوقعة، نظراً لصغر سنهم وقلة خبرتهم في الحياة، عقوبات تدمر حياتهم وتسيء إلى سمعتهم وتحولهم، نتيجة إلى كل ما سبق، إلى منحرفين حقيقيين، الذي تناولته في أكثر من عشر مقالات سابقة. وربما ترجمها أحمد في إحدى حلقاته إلى واقع ملموس، فأحياناً الكلمة يكون لها مفعول السحر وتنبه المخطئ إلى خطئه من دون أن تهدر إنسانيته، كما في حلقه «المحفظة والرجل»، الذي التقطها وأخذها، وعندما واجهه مقدم البرنامج تلعثم ولم يعرف بماذا يجيب.
الذكاء الاجتماعي هو الذي نحتاجه فعلاً حتى نحول السلوك غير المطلوب إلى سلوك إيجابي، وإهداء الكتاب دون التركيز كثيراً على الخطأ، كان موقفاً ومشهداً رائعاً ينبغي أن يستوعبه البعض ويبدأ في العمل به، خصوصاً في المجمعات والأسواق حتى لا نُسيء إلى سمعة إنسان ربما أخطأ من دون قصد، أو أسيئ فهم تصرفه بناءً على خلفيات ثقافية معينة، «وهذا المشهد بالذات يؤذي الشخص، ويؤذي رواد الأسواق، ويؤدي إلى اختلاق الأكاذيب والروايات الملفقة هنا وهناك». أعود إلى المحاضرة الخاصة بـ«كان بيننا»، لم يعجبني عدم التنظيم الذي كان يتطلب إخبار المجتمعين قبل ترجلهم من السيارات وطلوعهم إلى الدور المقصود عن امتلاء القاعات عن طريق لوحة توضيحية... وأثار استغرابي جداً المنع الشديد لدخول النساء من بوابة الرجال الرئيسة، في الوقت ذاته الذي سُمح فيه لبعض الرجال بالدخول من بوابة النساء الجانبية بحجة توصيل قريباتهم إلى مكان المحاضرة!
يبقى الاستغراب والتساؤل، ويبقى الإعجاب بالفكرة الجميلة، التي لا يقلل من قيمتها وعظيم فائدتها سوء التنظيم، وتبقى الرسالة الدالة فعلاً على حاجة الشباب إلى برامج ومحاضرات مماثلة، لا يكون للتلقين فيها «الجانب الأكبر».
سوزان المشهدي - الحياة
أثبت الشبان والشابات الذين نتهمهم دائماً باللامبالاة والإهمال بأن الخير فيهم «مختبئ» خيراً بكراً كامناً، كان فقط يحتاج إلى أجندة واعية وبرامج مدروسة تستوعبه وتحاكي اهتمامهم وتحفز فيهم الهمم وحب الخير والعمل. حلقة عامل النظافة «حلقة رائعة بكل المقاييس»، حلقه أثبتت أن شبابنا فقط يحتاجون لتقريب الفكرة بالممارسة والرؤية والتجربة، وأكبرت جداً الشاب الرائع الذي ما أن استفز «لمصافحة العم نور» حتى أنكفأ يقبل يديه، تعبيراً عن الشكر والعرفان، وتعبيراً عن روح جميلة تسكن داخل صدره الصغير.
لم أستغرب حقيقة عندما وجدت أن المحاضرة التي كانت باسم «لو كان بيننا»، التي كان من المقرر لها أن تكون في الغرفة التجارية التي امتلأت عن آخرها قبل المحاضرة بساعات عدة. هذا الجمع الغفير من الشابات والشبان يبشر بألف خير، واجتماعهم بهذه الصورة وبهذا العدد يدل على معانٍ جميلة بأن قلوبهم تتشوق للخير وللمعرفة، ويدلل أيضاً على أن هذا الشاب خاطبهم عن طريق قلوبهم. تغيير السلوك يتطلب تغيير الأفكار، وتغيير الأفكار يتطلب مخاطبة العقل الواعي والدخول إلى مداخل النفس بهدوء. تغيير السلوك يتطلب التحاور والنقاش واستفزاز النفس لتفكر حتى تتمكن من عقد النية، ووضع خطط مجدولة للتخلص من السلوكيات غير المطلوبة.
أعجبني جداً هذا الجمع، حتى وإن كنت لم أتمكن من الدخول إلى المحاضرة بسبب الزحام الشديد، أعجبتني جداً الفكرة الرائعة التي عُرِض جزء منها في إحدى الحلقات، والفتاة التي أبكتنا عندما عجزت أن تتخيل مجرد تخيل، ماذا لو تمكنت من مقابلة حبيب الله وسيد الخلق أجمعين لدقائق، وماذا كانت ستقول له؟
أذهلني أحمد الشقيري عندما شرح صفة رائعة في الرسول «صلى الله عليه وسلم» عن «رحمته» التي غابت حتى إشعار آخر، خصوصاً في التعامل مع الشبان والشابات المخطئين أو المخطئات الذين يعاقبون بعقوبات لا تتناسب مع أخطائهم المتوقعة، نظراً لصغر سنهم وقلة خبرتهم في الحياة، عقوبات تدمر حياتهم وتسيء إلى سمعتهم وتحولهم، نتيجة إلى كل ما سبق، إلى منحرفين حقيقيين، الذي تناولته في أكثر من عشر مقالات سابقة. وربما ترجمها أحمد في إحدى حلقاته إلى واقع ملموس، فأحياناً الكلمة يكون لها مفعول السحر وتنبه المخطئ إلى خطئه من دون أن تهدر إنسانيته، كما في حلقه «المحفظة والرجل»، الذي التقطها وأخذها، وعندما واجهه مقدم البرنامج تلعثم ولم يعرف بماذا يجيب.
الذكاء الاجتماعي هو الذي نحتاجه فعلاً حتى نحول السلوك غير المطلوب إلى سلوك إيجابي، وإهداء الكتاب دون التركيز كثيراً على الخطأ، كان موقفاً ومشهداً رائعاً ينبغي أن يستوعبه البعض ويبدأ في العمل به، خصوصاً في المجمعات والأسواق حتى لا نُسيء إلى سمعة إنسان ربما أخطأ من دون قصد، أو أسيئ فهم تصرفه بناءً على خلفيات ثقافية معينة، «وهذا المشهد بالذات يؤذي الشخص، ويؤذي رواد الأسواق، ويؤدي إلى اختلاق الأكاذيب والروايات الملفقة هنا وهناك». أعود إلى المحاضرة الخاصة بـ«كان بيننا»، لم يعجبني عدم التنظيم الذي كان يتطلب إخبار المجتمعين قبل ترجلهم من السيارات وطلوعهم إلى الدور المقصود عن امتلاء القاعات عن طريق لوحة توضيحية... وأثار استغرابي جداً المنع الشديد لدخول النساء من بوابة الرجال الرئيسة، في الوقت ذاته الذي سُمح فيه لبعض الرجال بالدخول من بوابة النساء الجانبية بحجة توصيل قريباتهم إلى مكان المحاضرة!
يبقى الاستغراب والتساؤل، ويبقى الإعجاب بالفكرة الجميلة، التي لا يقلل من قيمتها وعظيم فائدتها سوء التنظيم، وتبقى الرسالة الدالة فعلاً على حاجة الشباب إلى برامج ومحاضرات مماثلة، لا يكون للتلقين فيها «الجانب الأكبر».