6 مكاتب لا تكفي يا معالي الوزير
الوطن
علي مكي
اليوم، أكتب للمرة الثانية راجيا من وزيري الشؤون الاجتماعية والمالية ، أن ينظرا في حاجة جازان، وبصورة عاجلة جداً، إلى استحداث مكاتب إضافية للضمان الاجتماعي. مطلب جازان هنا ليس ترفا أو سباقا للحاق بمنطقة عسير التي يوجد بها 13 أو 14 مكتبا للضمان ما يعني زيادة عدد المستفيدين وما يعني أيضا أنه لم يبق محتاج أو معسر هناك. ومطلب جازان هذا ليس (غيرة) مع أن لها الحق في ذلك انطلاقا من تصريحات وتأكيدات خادم الحرمين الشريفين ووعده بالعدل والمساواة بين المناطق في التنمية ونيل كل منطقة حقها وما تحتاج إليه من خدمات، لأنه من الإجحاف و(الظلم) أن تكون مكاتب الضمان في منطقة متسعة متنوعة وكثيفة جغرافياً وديموغرافيا؛ مثل جازان بهذا العدد الضئيل (6 مكاتب الرئيس في جازان و5 تتوزع في فرسان وصامطة وصبيا وعيبان والداير بني مالك). وكنت أتوقع أن ما حدث قبل فترة في مكتب جازان وغير مرة من زحام وفوضى مما أثر على صحة كبار السن وتسبب في حدوث إغماءات ومضاعفات صحية حسب ما نشرته "الوطن" حينها، أقول كنت أتوقع أن تقر الوزارة سريعاً استحداث مكاتب إضافية لتوسع على الناس لكن خاب ظني وظن الناس بكل أسف.
محافظة كالدرب مثلاً حسبت أن أقرب فرع ضمان اجتماعي لها هو في محافظة بيش (المسافة بين المحافظتين ما يقرب من 50 كيلاً)، لكني فوجئت بخلو بيش من أي مكتب أو ما يشير إلى وجود ضمان ما! وعلى أهل الدرب في هذه الحالة مراجعة مكتب صبيا البعيد عنهم بأكثر من 80 كلم وعن بيش بنصف هذه المسافة. تصوّروا أن مكتب صبيا (المستأجر) تتبع له 5 محافظات و15 مركزا ولم يستوعب حتى الآن إلا 22 ألف حالة تزيد أو تنقص قليلاً، ولا أظن أنها ستزيد كثيرا وأكاد أجزم أن هناك ضعف هذا العدد أو أكثر بحاجة إلى الاستفادة من الضمان لكن المكتب لن يكون بمقدوره أن يأخذ أكثر وسيتحفظ في قبوله المزيد من الطلبات ومعه حق في ذلك.
ولو أن معالي الوزير زار المنطقة ومكاتب الضمان هناك لهاله منظر الزحام ولأشفق على هؤلاء الناس ورحمهم بأن تبذل وزارته ما في وسعها وأكثر للضغط على وزارة المالية كي (تقتنع) بحاجة جازان الشديدة إلى 3 مكاتب على الأقل واحد في بيش أو الدرب وثالث في أبوعريش أو ضمد كما لا ننسى أحد المسارحة حتى لو لم يكن بينها وبين صامطة سوى مسافة قليلة فالقرى الحدودية هناك بالمئات، والأماكن التي ذكرتها هي محافظات رئيسة ومهمة تتبع لها مئات القرى والهجر وآلاف مؤلفة من الناس المنسيين والمهملين والمحتاجين الذين يعيشون حالات أشد من الفقر والضنك والتعب.