اكتئاب الشيخوخة يا مجلس الشورى
م. طلال القشقري - المدينة
باستثناء مرحلة الطفولة, فإنّ الرجل, أيّ رجل, من أيّ عِرْق كان, وتحت أيّ سماء عاش واستظلّ, يمرّ قطارُ حياته على ثـلاث محطات مختلفة, هي: (1) الشباب و(2) الكهولة و(3) الشيخوخة, إلى أن يزور المقابر, حتماً, زيارة ساكن, لا زيارة عابرْ!!.
وهناك قاعدة قديمة تقول إنّ للرجل في محطة (الشباب) صحة ووقتا.. أكثر من المال, وله في محطة (الكهولة) صحة ومالا.. أكثر من الوقت, وله في محطة (الشيخوخة) وقتا ومالا.. أكثر من الصحة, وباختصار, له في كلّ محطة نعمتان ثـابتـتان.. أكثر من نعمة أخرى ثابتة كذلك.
طيب, ماذا عن الرجل السعودي؟ وأقصد الرجل العادي أو المواطن البسيط الذي يُمثّل السواد الأعظم من السعوديين, هل تنطبق عليه هذه القاعدة؟ أم تُدركه النِعمُ الثلاث في محطة واحدة؟ أم تُراها تزول عنه كلها في محطة أخرى؟ أم تتبادل النِعمُ الأماكن والأزمان؟ مرة هذه هي الأكثر؟ ومرّة تلك هي الأكثر؟
أرى شخصياً أنّ القاعدة تنطبق عليه في محطة الشباب فقط, أما في محطتي الكهولة والشيخوخة فلا تنطبق عليه, إذ في محطة الكهولة وبسبب تثاقل الديون المتتالية والأقساط العسيرة عليه, وإرهاق تكاليف المعيشة المرتفعة له, يصبح وقته أكثر من صحته وماله, أي عكس القاعدة تماماً, وفي محطة الشيخوخة, تكاد تزول عنه النِعم الثلاث, فبإضافة لصحته المنتكسة أصلا لكبر سنه, يجد نفسه مُدّخِراً لمال قليل, وغالباً غير مُدّخر للمال على الإطلاق, كما يتقاعد بمميزات متواضعة, ويستنزف وقته في سعيه لحلّ مشكلات أبنائه وبناته وفكّ تعقيداتها, سواء الدراسية منها, أو العملية.. هذا إن عثروا على وظائف, أو حتى الاجتماعية, سواء في زواجهم أو طلاقهم أو غيره, فما عاقبة كلّ ذلك عليه؟
ببساطة يكتئب, إلا من رحم ربّي, والدليل لدى عياداتنا النفسية.. اسألوها وستجيبكم, ثمّ حثوا مجلس الشورى لإصدار تشريعات لتسهيل بل لترفيه حياة الرجل السعودي في كهولته وشيخوخته, فهو يستحقها, والمجلس قادر, ألستَ كذلك يا مجلس؟؟
م. طلال القشقري - المدينة
باستثناء مرحلة الطفولة, فإنّ الرجل, أيّ رجل, من أيّ عِرْق كان, وتحت أيّ سماء عاش واستظلّ, يمرّ قطارُ حياته على ثـلاث محطات مختلفة, هي: (1) الشباب و(2) الكهولة و(3) الشيخوخة, إلى أن يزور المقابر, حتماً, زيارة ساكن, لا زيارة عابرْ!!.
وهناك قاعدة قديمة تقول إنّ للرجل في محطة (الشباب) صحة ووقتا.. أكثر من المال, وله في محطة (الكهولة) صحة ومالا.. أكثر من الوقت, وله في محطة (الشيخوخة) وقتا ومالا.. أكثر من الصحة, وباختصار, له في كلّ محطة نعمتان ثـابتـتان.. أكثر من نعمة أخرى ثابتة كذلك.
طيب, ماذا عن الرجل السعودي؟ وأقصد الرجل العادي أو المواطن البسيط الذي يُمثّل السواد الأعظم من السعوديين, هل تنطبق عليه هذه القاعدة؟ أم تُدركه النِعمُ الثلاث في محطة واحدة؟ أم تُراها تزول عنه كلها في محطة أخرى؟ أم تتبادل النِعمُ الأماكن والأزمان؟ مرة هذه هي الأكثر؟ ومرّة تلك هي الأكثر؟
أرى شخصياً أنّ القاعدة تنطبق عليه في محطة الشباب فقط, أما في محطتي الكهولة والشيخوخة فلا تنطبق عليه, إذ في محطة الكهولة وبسبب تثاقل الديون المتتالية والأقساط العسيرة عليه, وإرهاق تكاليف المعيشة المرتفعة له, يصبح وقته أكثر من صحته وماله, أي عكس القاعدة تماماً, وفي محطة الشيخوخة, تكاد تزول عنه النِعم الثلاث, فبإضافة لصحته المنتكسة أصلا لكبر سنه, يجد نفسه مُدّخِراً لمال قليل, وغالباً غير مُدّخر للمال على الإطلاق, كما يتقاعد بمميزات متواضعة, ويستنزف وقته في سعيه لحلّ مشكلات أبنائه وبناته وفكّ تعقيداتها, سواء الدراسية منها, أو العملية.. هذا إن عثروا على وظائف, أو حتى الاجتماعية, سواء في زواجهم أو طلاقهم أو غيره, فما عاقبة كلّ ذلك عليه؟
ببساطة يكتئب, إلا من رحم ربّي, والدليل لدى عياداتنا النفسية.. اسألوها وستجيبكم, ثمّ حثوا مجلس الشورى لإصدار تشريعات لتسهيل بل لترفيه حياة الرجل السعودي في كهولته وشيخوخته, فهو يستحقها, والمجلس قادر, ألستَ كذلك يا مجلس؟؟