عن المرض الصامت!
الاقتصادية
هيفاء القحطاني
في مارس الماضي تأسست أول جمعية سعودية لمرضى الزهايمر تحت مسمى " جمعية أصدقاء مرضى الزهايمر"،والزهايمر لمن لم يسمع به من قبل هو مرض يصيب المخ ويتطور ليفقد الإنسان ذاكرته وقدرته علي التركيز والتعلم.
وتتعدد أسباب الإصابة بالمرض فهي تارة متعلقة بالسنّ وتارة أخرى بالوراثة أو على أثر الإصابات الخطيرة في الرأس.
مرض كالزهايمر يهاجم كبار السنّ في صمت ويبدأ حينها عقد الذاكرة بالانفلات وتتحول تفاصيل الحياة الصغيرة كتذكّر الأسماء والأماكن إلى مشكلة تدهمهم كل يوم!
ما يجعل المصاب بهذا المرض غير قادر على السيطرة على حياته هو تأثر الخلايا العصبية بالتحديد، مما يجعل عمليات بسيطة كالتحكم في المزاج والحديث مع المحيطين به أكثر صعوبة.
نعاني في مجتمعنا تجاهل المصابين بهذا المرض وإحالتهم للتقاعد من الحياة بسبب الخرف، وكأن مسار الحياة يتوقف لأولئك لمجرد أن رعايتهم تتطلب مزيداً من التركيز والانتباه.
الأسر بحاجة للتعرف على الزهايمر كباراً وصغاراً على حدّ سواء عن طريق وسائل الإعلام ومراكز التربية المختلفة، حتى يقدم كل منهم المساعدة المطلوبة منه.
عندما تبدأ أعراض المرض في الظهور يكون الشخص على علم تامّ بما يمر به، ويتطلب ذلك من الأطباء وأفراد العائلة التفهم والتوضيح.
جمعية أصدقاء مرضى الزهايمر تقدم العناية للمرضى وأسرهم إضافة إلى التدريب وتقديم المساعدات العلاجية لمن لا يمكنه توفيرها كما تزود الباحثين والأطباء بالدراسات والإحصاءات اللازمة.
عندما أتحدث عن مرض الزهايمر أستحضر تجربة شخصية مررت بها عندما أصيبت به جدتي رحمها الله، حينها تذكرت عودتها لطبيعة الطفولة الأولى فهي تنتظر كل ليلة زيارة والدتها المتوفية وتتعرف علينا كأننا زوار تحييهم للمرة الأولى.
لم تكن جدتي بحاجة لأكثر من يد حانية تحضن كفها وترشدها بحبّ لما تعجز ذاكرتها عن التقاطه ومثلها كل مريض بالزهايمر.