هيئة الكتاب السعوديين
الوطن
خالد الغنامي
في العالم الغربي يتحول الكاتب المفلس المعدوم بين ليلة وضحاها إلى رجل ( أو امرأة ) من الأغنياء بسبب تأليف كتاب واحد، والأمثلة على هذا كثيرة لا تحصى، والسبب في هذا أن دور النشر هناك تعطي الكاتب نسبة محترمة من قيمة كتابه، وكلما ازدادت مبيعات ذلك الكتاب زادت ثروته. بينما يكتفي الكاتب أو الكاتبة السعودية بمجرد أن يطبع كتابه وينتشر بين الناس، هذا هو هدفه الوحيد بعد أن تبخرت كل أحلام الربح المادي من وراء التأليف، وبعد أن اصطدم بالواقع القبيح الذي رسمته دور النشر العربية بجشعها الكبير وطريقة تعاملها المجحفة بعد أن تأكدت أنه لا أحد يحمي الكاتب السعودي منها. الكاتب السعودي أو الكاتبة السعودية هم آخر من يستفيد من كتبهم، برغم أنهم هم من كتبوها وتعبوا في جمع مادتها وبذلوا فيها الجهد الكبير، فمصنع الورق يستفيد من ذلك الكتاب ومصمم الغلاف ينتزع بضعة دراهم من جيب دار النشر، أما المؤلف نفسه فلا شيء يصل إليه، وقد سمعت عن دور نشر تطالب المؤلفين السعوديين والخليجيين بالمشاركة في طبع كتبهم ودعمهم مادياً في هذا المضمار من باب " التعاون " للوصول للربح المنتظر، برغم أننا نعلم أن طباعة الكتب لا تكلف دور النشر شيئاً يذكر .
حقيقة، المؤلف السعودي يقف وحده عندما يقرر أن يطبع كتاباً مما يعرضه لكثير من حالات الغش والتدليس والانتهازية وغياب المعلومة الصحيحة عنه، ولقد توفي في هذه الأيام صديق لم يطبع كتابه الوحيد لأنه كان يتصور أنه يحتاج لنصف مليون ريال لطباعة ذلك الكتاب، برغم أن النسخة الواحدة من أي كتاب بغلاف فني لا تتجاوز تكلفتها الدولار الواحد في أغلب الأحيان، بمعنى أن ألف نسخة لن تكلف طباعتها سوى 3750 ريالاً فقط لا غير. عموماً، لقد توفي هذا الصديق ولم يطبع كتابه، ولو كان في عالم غير عالمنا لوجد من يدفع له المال لكي يحظى بحقوق طباعة ذلك المؤلف.
أعتقد أننا بحاجة لتأسيس " هيئة لحفظ حقوق الكتاب السعوديين " يقوم عليها من يتفق على أسمائهم من رجالات ونساء الثقافة في بلادنا لكي تقوم بالدفاع عن الكتب السعودية ودعمها والتأكد أنه ليس هناك عوائق تقف دون انتشارها، وتسعى للإعلان عنها وتشجيع القادمين الجدد بتنظيم الاحتفاليات بهم والأمسيات التي تناقش أفكارهم والقنوات الفضائية التي تستضيفهم لتعرفهم على الناس، هذا من أقل ما يجب أن نعمله في سبيل نشر الثقافة في بلادنا.