«هذي آخرتها»
ثريا الشهري - الحياة
إن دخلت عالم النساء في مجتمعنا فعليك بطريقتك أن تعلن أي الفريق تنتمي إليه لتكون مقبولاً فيه، فالمسألة بالنسبة إلينا ليست بالمرونة التي يظنها الرجل وإن كان ظاهرها مرناً، وأي معسكر يدافع عن مساحته، وعليك أن تحجز دورك فتضمن مكانك وجماعتك وانتماءك، وكل ما تورط المرء في الغوص، كل ما أصبح محاسباً ومقيداً بآرائه وأتباعه، وعليه أن يثبت أنه على «قد كلامه»، وليس أخطر من المرأة حين تتبنى قضية وتسخّر طاقتها وولاءها لها، فالمرأة بطبيعتها مخلصة لما تؤمن به، ونادراً ما تحيد عن قناعتها لأنها حين دخلت في القصة قد فعلت بقلبها وعقلها، وحين تخرج منها أو تتراجع عنها فيصعب عليها أن تقنع القلب والعقل معاً، ولك أن تتخيل فيما لو استثمرت تركيبة المرأة الإنسانية المميزة في المسار الذي تعود منه بالنفع لها ولمجتمعها، وهو تخيّل ينسحب على المسار المقابل كذلك، فحينها لن نتواجه مع هيلة القصير ووفاء الشهري فحسب، ولكن هيلات ووفاءات يضحّين بأنفسهن على مذبح «القاعدة» بكل طواعية وسلام!
نظرة مجتمعنا للمرأة أنها إنسان بدرجة أقل، غير مهم وغير قادر وغير قوي وغير وغير...!! فإذا ظهر وسط تهميشها (بدأ يتحلل جزئياً «لا نوعياً» في السنوات الأخيرة ولكني أعني النظرة العامة والسائدة إلى اليوم) من يُعلي من شأن قدراتها ويعترف لها بدورها، فستجدها تسارع وتبذل أقصى جهدها لتبرهن أنها على قدر الثقة والتوقع، وستجدها أشجع من الرجل وأجرأ وأكثر عطاء، فلا تُنعت بالجبن والخوف، ولكن بـ«أخت الرجال»، ومن الواضح أن «القاعدة» لم تقصّر في العزف على هذا الوتر بالذات، ولا تدري المغيّبة غير المضطرة لمخالفة أنوثتها أن مجرد كونها امرأة يكفيها برهاناً، ولكن يبدو أنه قدر نساء كثر، لا همّ لهن سوى نظرة رضا في عيني رجل كي يشعرن بالاكتمال والتماهي في محيطه.
في إضعاف المرأة زعزعة لأمن المجتمع لسهولة انقيادها، وفي كبتها وقمعها دفع بها إلى أحضان التطرف، الذي لا يكون في الدين فقط ولكن في اللادين أيضاً، وما الدعوة للأخذ بأواسط الأمور، وما المطالبة بحقنا في «ممارسة الحياة» إلا كي نحيا فيكفينا اعوجاجاً. (وإن كان التشوّه نحت في أرواحنا وملامحنا ولكنها محاولة إنقاذ الباقي والآتي)، ونحن إذ ننادي بالاعتدال فكي نضمن التوازن والاستمرار في رحلة الحياة الشاقة في أداء ما لنا أمامنا، وما علينا أمام ربنا ثم مجتمعنا، فماذا جنينا من معارك الوقوف على لبس العباءة وشكلها، ونتف حواجب المرأة، وكشف وجهها ونقابها، وقيادتها للسيارة، ومزاولتها للرياضة و.. و..؟ ماذا جنينا من ملاحقة هاجس المرأة ومن تصنيف كرتوني لأنماط البشر والتصرفات سخفّنا وخنقنا وخندقنا إلى خلايا نائمة وخلايا صاحية، وامرأة تستغل فضاءها النسائي وثغراته تكفيراً وتمويلاً وتجنيداً، وشباب كان الوطن سيحتفل بإنجازاتهم فإذا به يئن من عقوقهم!! ماذا جنينا من نفاقنا السلوكي والديني وتنظير غير التطبيق، ومن مزايدات وفتاوى تدافعنا على بابها نحرم الحلال ثم نعود ونحلّله؟ وآخرتها هيلة القصير وتسمع من يقول هل يُعقل!! أتدري ما الأبشع!! من لم تكتشف بعد! من هي في مرحلة غسل الأدمغة بعد! ثم، ماذا عمن شطحت وكرهت القيود تحت أي تفسير وأي وصاية لتتنفس هواء ملوثاً لحرية ممسوخة؟
آه لو ارتفعنا بوعي مجتمعنا حتى نعي حين نُختطف! وآه لو خرجنا من بؤرة التحريم والتحليل! فمن يحرم هو الله، وما عداه تحكمه المصلحة وينظمه القانون، وآه لو ترفعنا عن توظيف الدين وسمينا الأغراض بمسمياتها ليكون اللعب على المكشوف! وأخيراً: ماذا لو حجّمنا من عبارة «اعترفوا بالتغرير بهم والندم على أفعالهم» المصممين على ترديدها - وربما تصديقها - مع هيلة وشلتها!
ثريا الشهري - الحياة
إن دخلت عالم النساء في مجتمعنا فعليك بطريقتك أن تعلن أي الفريق تنتمي إليه لتكون مقبولاً فيه، فالمسألة بالنسبة إلينا ليست بالمرونة التي يظنها الرجل وإن كان ظاهرها مرناً، وأي معسكر يدافع عن مساحته، وعليك أن تحجز دورك فتضمن مكانك وجماعتك وانتماءك، وكل ما تورط المرء في الغوص، كل ما أصبح محاسباً ومقيداً بآرائه وأتباعه، وعليه أن يثبت أنه على «قد كلامه»، وليس أخطر من المرأة حين تتبنى قضية وتسخّر طاقتها وولاءها لها، فالمرأة بطبيعتها مخلصة لما تؤمن به، ونادراً ما تحيد عن قناعتها لأنها حين دخلت في القصة قد فعلت بقلبها وعقلها، وحين تخرج منها أو تتراجع عنها فيصعب عليها أن تقنع القلب والعقل معاً، ولك أن تتخيل فيما لو استثمرت تركيبة المرأة الإنسانية المميزة في المسار الذي تعود منه بالنفع لها ولمجتمعها، وهو تخيّل ينسحب على المسار المقابل كذلك، فحينها لن نتواجه مع هيلة القصير ووفاء الشهري فحسب، ولكن هيلات ووفاءات يضحّين بأنفسهن على مذبح «القاعدة» بكل طواعية وسلام!
نظرة مجتمعنا للمرأة أنها إنسان بدرجة أقل، غير مهم وغير قادر وغير قوي وغير وغير...!! فإذا ظهر وسط تهميشها (بدأ يتحلل جزئياً «لا نوعياً» في السنوات الأخيرة ولكني أعني النظرة العامة والسائدة إلى اليوم) من يُعلي من شأن قدراتها ويعترف لها بدورها، فستجدها تسارع وتبذل أقصى جهدها لتبرهن أنها على قدر الثقة والتوقع، وستجدها أشجع من الرجل وأجرأ وأكثر عطاء، فلا تُنعت بالجبن والخوف، ولكن بـ«أخت الرجال»، ومن الواضح أن «القاعدة» لم تقصّر في العزف على هذا الوتر بالذات، ولا تدري المغيّبة غير المضطرة لمخالفة أنوثتها أن مجرد كونها امرأة يكفيها برهاناً، ولكن يبدو أنه قدر نساء كثر، لا همّ لهن سوى نظرة رضا في عيني رجل كي يشعرن بالاكتمال والتماهي في محيطه.
في إضعاف المرأة زعزعة لأمن المجتمع لسهولة انقيادها، وفي كبتها وقمعها دفع بها إلى أحضان التطرف، الذي لا يكون في الدين فقط ولكن في اللادين أيضاً، وما الدعوة للأخذ بأواسط الأمور، وما المطالبة بحقنا في «ممارسة الحياة» إلا كي نحيا فيكفينا اعوجاجاً. (وإن كان التشوّه نحت في أرواحنا وملامحنا ولكنها محاولة إنقاذ الباقي والآتي)، ونحن إذ ننادي بالاعتدال فكي نضمن التوازن والاستمرار في رحلة الحياة الشاقة في أداء ما لنا أمامنا، وما علينا أمام ربنا ثم مجتمعنا، فماذا جنينا من معارك الوقوف على لبس العباءة وشكلها، ونتف حواجب المرأة، وكشف وجهها ونقابها، وقيادتها للسيارة، ومزاولتها للرياضة و.. و..؟ ماذا جنينا من ملاحقة هاجس المرأة ومن تصنيف كرتوني لأنماط البشر والتصرفات سخفّنا وخنقنا وخندقنا إلى خلايا نائمة وخلايا صاحية، وامرأة تستغل فضاءها النسائي وثغراته تكفيراً وتمويلاً وتجنيداً، وشباب كان الوطن سيحتفل بإنجازاتهم فإذا به يئن من عقوقهم!! ماذا جنينا من نفاقنا السلوكي والديني وتنظير غير التطبيق، ومن مزايدات وفتاوى تدافعنا على بابها نحرم الحلال ثم نعود ونحلّله؟ وآخرتها هيلة القصير وتسمع من يقول هل يُعقل!! أتدري ما الأبشع!! من لم تكتشف بعد! من هي في مرحلة غسل الأدمغة بعد! ثم، ماذا عمن شطحت وكرهت القيود تحت أي تفسير وأي وصاية لتتنفس هواء ملوثاً لحرية ممسوخة؟
آه لو ارتفعنا بوعي مجتمعنا حتى نعي حين نُختطف! وآه لو خرجنا من بؤرة التحريم والتحليل! فمن يحرم هو الله، وما عداه تحكمه المصلحة وينظمه القانون، وآه لو ترفعنا عن توظيف الدين وسمينا الأغراض بمسمياتها ليكون اللعب على المكشوف! وأخيراً: ماذا لو حجّمنا من عبارة «اعترفوا بالتغرير بهم والندم على أفعالهم» المصممين على ترديدها - وربما تصديقها - مع هيلة وشلتها!